تقدم القناة التلفزيونية «ميدي آن سات» خلال شهر رمضان الجاري برنامج التلفزة الواقعية «الحلقة». وهو برنامج ينبني في تصوره على إجراء مسابقات اقصائية بين مجموعة من أبرز «الحلايقية» بالمغرب، الذين يقدمون عروضا في الحكايات والقصص الشعبية والألعاب البهلوانية والغناء. غير أن المتتبع لهذا البرنامج التلفزيوني، الذي يراهن عليه القيمون على البرمجة التلفزيونية لقناة «ميدي آن سات»، من أجل أن يكون قاطرة للبرمجة الرمضانية إلى جانب الاعمال الفكاهية والتخييلية والاخبارية التي تقدمها للمشاهد المغربي خلال هذا الشهر الفضيل تشوبه عدد من الاختلالات سواء على مستوى الشكل أوالمضمون. فعلى مستوى الشكل يلاحظ أن برنامج التلفزة الواقعية «الحلقة»، برنامج لا يرقى إلى مستوى برنامج التلفزة الواقعية التي تقدمها التلفزيونات العربية، حتى المبتدئة منها وهنا نشير حصرا إلى قناة «نسمة تي في» التونسية، التي قدمت برنامج «ستار أكاديمي مغاربي» بحلة «مقبولة» بالرغم من بداياتها الأولى. فتمة عدد من الملاحظات على مستوى الإخراج، سواء من حيث التصوير، الذي ينحو منحى «مدرسة الروبورتاج والأخبار» في لقطاته وأسلوبه، أو من حيث تعامل منشط البرنامج مع كاميرا البلاطو، خاصة في عندما يهم بتحويل الوجهة من كاميرا إلى أخرى؟؟، كما زن الديكور عادي جدا لا يتمتع بأي لمسة ابداعية تجعلنا أمام برنامج التلفزة الواقعية، كما أن المشاهد يجد نفسه وهو يتابع «الحلقة» أمام كم من الصور مركبة بشكل لا يجعل منها كتلا متناسقة تقدم عملا تلفزيونا إبداعيا. كما أن الإخراج والمونطاج، لم يفلحا في إظفاء بعض من الجمالية على المادة الفنية التي يقدمها «الحلايقية» من خلال عروض في الحكايات والقصص الشعبية والألعاب البهلوانية والغناء، بل يساهم في موتها، وذلك من خلال إظهار اللجنة وهي تفاجئ المتسابقين بوضع نقطة نهاية لعرضهم عبر المخرج داوود أولاد السيد، أوالطريقة التي تظهر شيئا ما عنيفة ربما لطبيعة الحلايقية، التي قد توحي لنا أنه من حقنا التعامل معهم ببعض من الاستعلاء والتي تظهر جلية من خلال طريقة نطق «طفي الشمعة» لدى الفنانة آمال الأطرش على الخصوص. إن هذا الإخفاق قد يجد بعضا من مسبباته في الخبرة البسيطة والمتواضعة لقناة «ميدي آن سات» على مستوى البرمجة العامة حيث ظلت إلى زمن قريب قناة إخبارية بامتياز تروم الإخبار ولم تكن تهدف إلى الترفيه إلا بعد ما تحولت إلى تلفزيون عمومي عام البرمجة. أما من ناحية المضمون، أود الاشارة إلى أن «أي تشابه في الأحداث أو الشخصيات أو الافكار هو من قبيل الصدفة»، كما تعلن عن ذلك «جنيريكات النهاية» للأشرطة التلفزيونية والسينمائية. وهو الامر نفسه الذي كان من الممكن أن تذيل به الشركة المنفذة للانتاج عملها هذا، كون من سبق وأن سمع بعمل مسرحي إبداعي «حسن ورباعتو» سوف يجد في ذلك أكرا ضرنرٍا تف]زٍنلٍا فدرء _ف خفظ7 لقد نجح حسن الفد من خلال عمله الإبداعي «حسن ورباعتو» منذ مدة طويلة في أن يبرز تألق «الحلايقية» دون التنقيص منهم أو خلق حزازة بينهم، هو الأمر ذاته الذي يحسه المتتبع لهذا العرض الذي يقوم الفد بعرضه في عدد من المدن المغربية خلال هذا الشهر الفضيل. وعكس «سوء التعامل مع حلايقية» يعدون من رموز هذا الفن العريق، وكذلك التعامل معهم بطريقة غير لبقة من قبل بعض أعضاء لجنة التحكيم فإن تكامل أدائهم خلال عرض «حسن ورباعتو»، وهنا الاشارة إلى «حلايقية جامع الفنا» بالأساس» يجعلك تشهد تناسقا كبيرا بين كل المبدعين الذين يقدمون عروضا في الحكايات والقصص الشعبية والألعاب البهلوانية والغناء وتحس أنهم يحظون بكثير احترام، عكس التنافر الذي يطبع برنامج التلفزة الواقعية «الحلقة»، ومن هنا وجد التذكير ايضا أن «أي تشابه في الأحداث أو الشخصيات أوالافكار في برنامج «الحلقة» هو من قبيل الصدفة».