نظرا لأهمية مؤسسات الرعاية الاجتماعية في دعم الأسر المعوزة وتمكين أبنائها من متابعة الدراسة في ظروف ملائمة (الإيواء، التغذية، الدعم التربوي، التأطير الثقافي والرياضي،....)، أولت الجريدة اهتماما كبيرا لهذه المرافق بمدينة سيدي سليمان. فبعدما تطرقت في مقالات سابقة للاختلالات التدبيرية التي عرفتها وتعرفها هذه المؤسسات، قامت في نهاية هذه السنة الدراسية (2010-2011) ببحث شامل بشأن الحصيلة الدراسية في مؤسستي دار الطالب ودار الطالبة لإعطاء صورة كاملة لوضع هذه المؤسسات سواء تعلق الأمر بالجانب التدبيري أو الجانب المتعلق بالنتائج الدراسية (المردودية). إن دراسة الجداول الخاصة بالنتائج الدراسية في مختلف المستويات الخاصة بالمستفيدين من خدمات هذه المؤسسات التابعة لنفوذ تراب الإقليم أكدت بالملموس ضعف النتائج المحصلة بمؤسستي دار الطالب ودار الطالبة بمدينة سيدي سليمان مقارنة مع باقي المؤسسات التابعة لجماعات أخرى من نفس الإقليم. على مستوى الباكالوريا: من ضمن ثمانية مرشحين بدار الطالب بمدينة سيدي سليمان(دار الأطفال سابقا)، لم ينجح إلا اثنان أي بنسبة 25 بالمائة فقط. ومن ضمن سبعة مرشحات بدار الطالبة بنفس المدينة لم تنجح إلا واحدة أي بنسبة 14 بالمائة فقط. بالمقابل، بلغت نسبة النجاح مائة بالمائة بدار الطالبة بجماعة عامر السفلية، و67 بالمائة بدار الطالب بسيدي يحيى (10 ناجحين من ضمن 15 مرشح). على مستوى التعليم الأساسي: عرفت دار الطالب بسيدي سليمان أضعف نسبة نجاح في الإقليم (3 ناجحين من 8)، بينما وصلت هذه النسبة إلى مائة بالمائة بالمؤسسات الأخرى بالإقليم. على مستوى التعليم الإعدادي: لم ينجح من مائة تلميذ إلا 56 بدار الطالب بسيدي سليمان (58 بالمائة فقط)، بينما وصلت نسبة النجاح إلى 90 بالمائة بدار الطالب بمدينة سيدي يحيى، و 92 بالمائة بدار الطالبة بجماعة عامر السفلية. على مستوى التعليم الثانوي: فمن ضمن 28 مستفيد بدار الطالب بسيدي سليمان لم ينجح إلا 12 أي بنسبة 42 بالمائة فقط، بينما وصلت هذه النسبة إلى 99 بالمائة في كل من دار الطالبة بجماعة عامر السفلية ودار الطالب بمدينة سيدي يحيى. وأمام الاختلالات التدبيرية التي تطرقت إليها الجريدة بالتفصيل في مقالات سابقة، وما نتج عنها من حصيلة دراسية ضعيفة، توصلت الجريدة بخبر إصدار السلطات الإقليمية لقرار عاملي في نهاية السنة الدراسية لهذه السنة يقضي بتشكيل لجنة إقليمية مكلفة من جهة بتسوية وضعية المؤسسات القائمة طبقا للمادة الثانية من المرسوم التطبيقي لقانون 14-05 المنظم لهذه المؤسسات، وبالمراقبة والتفتيش من جهة أخرى. وتظم هذه اللجنة رئيس قسم العمل الاجتماعي بالعمالة (كرئيس ممثل للعامل)، والمندوب الإقليمي للتعاون الوطني (مقرر)، وممثل عن المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، وممثل عن النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، وممثل عن المندوبية الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة، وممثل عن المندوبية الإقليمية للإنعاش الوطني، وممثل عن إدارة الضرائب، وممثل عن إدارة الأملاك المخزنية. كما تم إضافة عضوين في عمليات المراقبة والتفتيش ويتعلق الأمر بضابط الشرطة القضائية (يعينه وكيل الملك المختص ترابا)، وخبير مختص في المجال المعني حسب مؤسسة الرعاية الاجتماعية. وبالرغم من صدور هذا القرار وإرساله إلى الجمعية المكلفة بتدبير المؤسسات السالفة الذكر قصد التنفيذ، توصلت الجريدة من مصادر موثوقة أن هذه الأخيرة قد مكنت شركة خاصة (شركة كازا تكنيك الجديدة المكلفة بالنظافة بمدينة سيدي سليمان)، بطريقة غير مفهومة، من استغلال دار الطالبة كفضاء لإيواء مستخدميها في العطلة الصيفية، الشيء الذي دفع المندوب الإقليمي للتعاون الوطني بمكاتبة الجمعية مذكرا إياها أن الهدف من خلق دار الطالبة بالمدينة هو إيواء الفتيات المنحدرات من أسر فقيرة لتمكينهم من متابعة الدراسة في ظروف ملائمة، وبذلك تكون عملية إيواء أشخاص ينتمون إلى شركة خاصة أو تنظيم أنشطة خارجة عن الخدمات المعتادة خارجة عن القانون ويجب أن تخضع عند الاقتضاء للترخيص المسبق من طرف الجهات المختصة.