بدعوة من الكاتب الجهوي، اجتمعت الكتابة الجهوية يوم الخميس 11 غشت 2011 في اجتماع استثنائي حدد جدول أعماله في: التضامن مع المناضل رئيس مجلس بلدية مدينة اكادير «طارق القباج» وكافة أعضاء المجلس. وبعد استعراض مسلسل المضايقات والاستفزازات المتواصلة والممنهجة التي تعرض لها المجلس، في شخص رئيسه ،من طرف قوى الظلام, مستغلة وضعها الاعتباري في إهانة المواطنين و استعبادهم وتسخريهم في نهب المال العام. وبعد الوقوف، بالتحليل الملموس، على خلفيات وأهداف هذه الممارسات التي تصر على رفض التمييز بين مغرب الأمس ومغرب اليوم ،الذي صادق الشعب المغربي على ثوابته كما جسدها الدستور الجديد. فإن الكتابة الجهوية : 1 - تثمن الموقف النضالي الشجاع الذي اتخذه المجلس في مواجهة تحالف لوبي الفساد الإداري والمالي والسياسي لنهب المال العام ، كما تثمن عاليا حرصه القوي على ما ائتمن عليه من ممتلكات ساكنة أكادير، وما صاحب ذلك من فضح للمتطاولين عليها، تحت غطاءات متعددة. 2 - تعلن تضامنها اللامشروط ومساندتها المطلقة للأخ المناضل «طارق القباج»،و كافة أعضاء المجلس و كل القوى الحية بأكادير، في معركتهم النضالية، بكل وعي ومسؤولية والتي فضحت المؤامرات المخزنية الدنيئة للنيل من كرامة المناضلين الشرفاء، و وطنيتهم ودفاعهم عن ثوابت الدستور الجديد عن إيمان و قناعة. 3 - تدين بشدة هذه المضايقات المكشوفة والتي سخر في تنفيذها جميع الأدوات الممكنة و غير الممكنة، و التي تعود الى ما قبل فاتح يوليوز، ليس للنيل من سمعة و كرامة شموخ المناضل القباج ؛و انما لتشويه و اغتيال تجربة ديمقراطية اتحادية نموذجية ناجحة في تحقيق التنمية المحلية ؛ تجربة أزعجت جيوب مقاومة مشروع التغيير المنشود ولوبيات» لهموز» ومصالح المحيط النافذ من وراء الستار، لتبليغ رسالة واضحة: ان دار لقمان ما زالت على حالها ،وان الدستور الجديد حبر على ورق. 4 - تثمن موقف المكتب السياسي في معالجته لهذه الوضعية، و تدعوه لعقد دورة استثنائية للمجلس الوطني لاتخاذ الموقف المناسب في الرد على هذه العربدة السياسية حماية لإرادة الشعب المغربي في تطبيق الدستور، و احترام مؤسساته، واعادة الإعتبار، ليس للمجلس الجماعي باكادير فقط ، وإنما للاتحاد الاشتراكي الذي يشعر مناضلوه بالاهانة . وبعد ذلك قدم الكاتب الجهوي عرضا حول محتوى لقاء المكتب السياسي وكتاب الجهات وكتاب الاقاليم، كما تطرق العرض لبعض ملامح الوضع السياسي بالمغرب ،وما يعرفه من حراك اجتماعي، ومن تقلبات وتفصيلات سياسية على مقاس التحكم في الخارطة السياسية المقبلة ؛بالاضافة الى ما يعرفه العالم العربي من تحولات في غاية الدقة والخطورة، تستدعي منا وعيا سياسيا ناضجا، ورؤية مستقبلية محددة لبناء مغرب جديد ومتميز في محيطه، وهذا يفرض علينا القطع النهائي مع كل الممارسات الشاذة ،مثل ما يعرفه واقع مجلس اكادير . وفي هذا الإطار فإن الكتابة الجهوية : 1 - تدعو الى التعجيل في تحقيق مطالب الشعب المغربي، بكل مكوناته الحية ،من اصلاحات سياسية واجتماعية وادارية واقتصادية، وما يقتضيه ذلك من تحريك لملفات الفساد، وناهبي المال العام المعروضة على طاولة وكلاء الملك، أو تلك التي ما زالت حبيسة رفوف مجالس الحسابات، ووضع حد لاقتصاد الريع، والصفقات العمومية المشبوهة. 2 - تؤكد أن الشرط الاساسي لضمان نزاهة الانتخابات المقبلة و مصداقيتها كما ينص على ذلك الدستور، تقتضي اولا تجفيف منابع الفساد الاداري وضمان الحياد الايجابي للادارة الترابية؛ وهذا يستلزم، كما طالبت الأحزاب الديمقراطية بذلك، تنقية الإدارة الترابية ممن ثبت تورطهم في إفساد الحياة السياسية ومساندة الحزب الاغلبي في الاستحقاقات السابقة. 3 - تدين حالة الجمود والفوضى واللامبالاة التي تعيشها جل المؤسسات المنتخبة بالجهة ،خاصة بالمدن الكبرى ،وما ترتب عنها من تدهور في الخدمات الاجتماعية: كإغراق مدينة مراكش في الازبال، وانعدام الإنارة ، وتفشي الإجرام في واضحة النهار، وعرقلة الاستثمار الداخلي والاجنبي، وتجميد المشاريع او تحريكها حسب مزاج المسؤول بالجهة الذي لا يعير اهتماما للاختصاص.و قد نتج عن هذه الوضعية الشاذة ارتفاع نسبة البطالة، ووتيرة الاحتجاجات، والتضييق على حرية التعبير بالعنف والاعتقالات كما هو الشأن بابن كرير. 4 - وفي هذا الصدد تدين الإعتقالات التعسفية والإنتقامية التي طالت أعضاء من جمعية المعطلين بابن كرير، وتقديمهم الى المحاكمة بملفات مفبركة؛ ذنبهم الوحيد : هو مطالبتهم بالحق في الشغل، بعد تبخر وعد رئيس الجهة بتحويل ابن كرير الى قطب صناعي بمشاريع كبرى وغلافات مالية خيالية في ظرف وجيز باعتباره من اهل الحل و العقد، وان ما سينقص المدينة حسب زعمه؛ هوالاطر واليد العاملة . وهكذا وجد الشباب نفسه أمام سراب الباب المسدود، ومنه الى الاحتجاج السلمي الذي يكفله الدستور. لذا تطالب الكتابة الجهوية بإطلاق سراح جميع المعتقلين في هذا الاطار، فورا ودون قيد او شرط، ومحاكمة المسؤولين عن هذه الوضعية السريالية. 5 - تحيي الثورات العربية المناضلة من اجل الديمقراطية و الحياة الكريمة؛ وتدين جميع أشكال العنف والقمع على أيدي الأنظمة الاستبدادية أو الديمقراطية ضد شعوبها في مطالبها المشروعة والتي تقرها المواثيق الدولية . كما تحيي صمود الشعب الفلسطيني، وتثمن خطواته الوحدوية لمواجهة المشروع الصهيوني المدعوم من طرف الامبريالية الامريكية، وعملاء المنطقة اقليميا. وفي الاخير، تدعو الكتابة الجهوية كافة المناضلات والمناضلين الى التحلي بروح المسؤولية والانضباط استعدادا للمعارك والاستحقاقات القادمة، التي تعد محكا حقيقيا لأجرأة الدستور الجديد.