حسب دراسة للمعهد الوطني للدراسات الديمغرافية (فرنسا) فإن عدد سكان العالم الذي تضاعف 7 مرات منذ سنة 1800 قد يستقر ما بين 9 و10 ملايير نسمة في غضون قرن. حاجز 7 مليار نسمة سيتم تجاوزه ما بين نهاية أكتوبر وبداية نونبر. ويؤكد المعهد الوطني الفرنسي للدراسات الديمغرافية في دراسة نشرت الخميس الماضي، تقديرات الأممالمتحدة، وكان رقم 6 مليار نسمة قد تم تجاوزه قبل 12 سنة، في سنة 1999. وينتظر الخبراء حاليا تباطؤا في النمو الديمغرافي ويراهنون على تجاوزهم 8 ملايير نسمة سنة 2025. وتتوقع الدراسة على المدى البعيد استقرارا في عدد سكان العالم ما بين 9 و10 مليار نسمة في أفق 2100 وهو رقم أقل قليلا من تقديرات الأممالمتحدة. ولفهم أسباب هذا التباطؤ، لابد من العودة الى الماضي. فمنذ ميلاد المسيح حتى القرن 16، كان عدد سكان الارض مستقرا على العموم يتراوح ما بين 200 و500 مليون نسمة. وقد سمح تقدم الطب وتحسين ظروف النظافة والوقاية بتقليص عدد الوفيات في صفوف الأطفال بشكل كبير. وبدأ في أوربا وأمريكا عدد الاطفال الذين يعيشون حتى سن الرشد، يتجاوز بشكل كبير عدد الوفيات. ونتج عن ذلك انفجار ديمغرافي. وفي بداية القرن 19، قدر الخبراء عدد سكان الأرض بحوالي مليار نسمة. ومع فارق زمني لعدة عقود، بدأت العائلات تتأقلم وحدد من عدد الولادات من أجل بلوغ توازن جديد، منهية بذلك مسلسلا أطلق عليه »الانتقال الديمغرافي.« وفي دول مثل فرنسا أو الولاياتالمتحدة أو اليابان، فإن هذا المسلسل قد انتهى والنساء لم تعد تلدن في المعدل أكثر من ولادتين للمرأة الواحدة. وأغلب دول أمريكا اللاتينية وإسبانيا وأمريكا اللاتينية بمعدل حوالي 2,5 طفل للمرأة، بصدد إكمال هذا المسلسل. وإذا كان للنساء الآسيويات أطفال أقل اليوم، فإن القارة الآسيوية تمثل اليوم %60 من عدد سكان العالم، وهو ما يجعلها ميكانيكيا مسؤولة عن الجزء الأكبر من الارتفاع العام لعدد سكان الأرض. 3,6 مليار افريقي سنة 2100؟ ولكن حتى نهاية القرن، سيتركز محرك النمو الديمغرافي في جزء آخر من العالم. فإفريقيا جنوب الصحراء والشريط الرابط من أفغانستان حتى شمال الهند، مرورا بباكستان، مازالت في مرحلة »الانفجار« الديمغرافي بمعدل 4 أطفال للمرأة الواحدة، وستكون هذه المناطق قلب الآلة الديمغرافية، فالقارة الافريقية سيصل عدد سكانها حوالي 3,6 مليار نسمة في أفق 2100 مقابل مليار حاليا. وكما كان الأمر بالنسبة للأوربيين والأمريكيين الشماليين قبلهم، سيتجه الأفارقة شيئا فشيئا للانتقال نحو انخفاض عدد الولادات، والاستقرار في عدد السكان الذي يتوقعه الديمغرافيون يرتكز بشكل كبير على هذه الفرضية. عدد سكان الأرض ليس مشكلا في حد ذاته، ولكنه يتطلب إيجاد توازنات جديدة. وإذا كان بإمكان 10 مليار نسمة العيش فوق هذا الكوكب، فإن هذه الوضعية تتطلب تقاسما أكثر عدلا للثروات، وإلا فإن الاختلالات الحالية (الوصول الى الماء الصالح للشرب، وتوزيع الموارد الغذائية واستعمال الموارد الأحفورية... إلخ) ستتفاقم أكثر.