استغرق التفكير والإعداد لأجل تنفيذ عملية السطو باستعمال السلاح الناري على مستخدمين بشركة للمجوهرات ««أورو ميكانيكا «» في الفاتح من غشت الجاري بالدارالبيضاء أزيد من نصف سنة. وقال العميد الهيلالي خلال لقاء صحفي أول أمس الثلاثاء بولاية أمن الدارالبيضاء أن العقل المدبر لهذه العملية (ع.م)، قرر التخطيط لتنفيذ العملية بعد أن تابع حلقة البرنامج التلفزيوني «« 45 دقيقة»»، التي تمحورت حول الذهب بين الصاغة والباعة. وأوضح ذات المصدر أن (ع.م)، الذي سبق واشتغل في مجال صياغة الذهب، أعد للعملية بشكل محكم، بعد أن أنضج فكرة السطو خلال جلسات رفقة أصدقاء له في الديار البلجيكية التي كان تردد عليها أكثر من مرة كسائح، وبدأ في الاعداد اللوجيستي لتنفيذ العملية، الذي تم على مراحل. وأشار المصدر الأمني إلى أن العقل المدبر للعملية تمكن من إدخال داخل هيكل سيارته عبر الحدود البحرية، ثلاثة مسدسات من أعيرة نارية مختلفة والذخيرة وذلك في فترات متباعدة، كما عمل في الآن ذاته على اقتناء الدراجة النارية من نوع (كا تي إم950 إس إم) ذات السرعة العالية، التي استعملت في عملية السطو بمبلغ يقارب 27500 ألف درهم، وقام في نفس الفترة ذاتها بمراقبة ورشة شركة المجوهرات «أورو ميكانيكا»، موضوع حلقة البرنامج التلفزيوني، هدف عمليته، وتتبع تحركات السيارات التي تقوم بنقل المعدن النفيس. وكانت مصالح الشرطة القضائية، أعلنت أول أمس الثلاثاء بالدارالبيضاء، عن تمكنها من إلقاء القبض على الشخصين المشتبه في تورطهما في تنفيذ عملية السطو باستعمال السلاح الناري على مستخدمين بشركة للمجوهرات (أورو ميكانيكا) في فاتح غشت الجاري بالعاصمة الاقتصادية، وسرقة حوالي عشرة كيلوغرامات من سبائك الذهب والمجوهرات ويتعلق الامر ب ««م.ع» «العقل المدبر للعملية و»«ع.ر»» مساعده في تنفيذ العملية. وكشف العميد الهيلالي أنه تم إلقاء القبض على الفاعل المفترض بعد مراقبة الأماكن التي كان يتردد عليها ومن بينها مسكنه المتواجد وسط المدينة بمحاذاة شارع محمد الخامس بالدارالبيضاء، مضيفا أن تفتيش شقته مكن من حجز مبلغ مالي يقدر ب128 ألف درهم فضلا عن86 ألف و500 أورو متحصلة عن بيع الذهب المسروق في سيارته من نوع «توارغ» التي تخلص منها مرحليا وبدأ يتنقل عبر سيارة من نوع «باليو» حتى لا يثير الانتباه. كما حجز رجال الأمن، خلال تفتيشهم لمسكن (م،ع)، سلاحا أبيض وغازا مسيلا للدموع، و113 رصاصة أغلبها من عيار9 ملمترات، وثلاثة أسلحة نارية من عيار9 ملم، 7.65 ملم و5 ملم وسلاحا ناريا تقليديا. وقال العميد الهيلالي إن رجال الأمن وجدوا ضالتهم من خلال نوع عجلات الدراجة النارية الجديدة، والتي يمتلكها مزود وحيد في السوق المغربية، موضحا أن هذا المزود سيدلهم على البائع بالتقسيط الذي تعرف من خلال الرسم الأولي على المشتبه به، كما تعرف عليه الشخص الذي قام بتركيب العجلات الجديدة بل وكشف عن اسم صاحب الدراجة النارية والوصول إلى المشتبه في تنفيذهما للعملية اللذين يتراوح سنهما مابين 26 و30 سنة. ويذكر أن الأبحاث كشفت أن الدراجة النارية التي كان يمتطيها منفذا العملية تعرضت للسرقة في إيطاليا سنة2009 وتناوب على ملكيتها خمسة أشخاص قبل أن يمتلكها المشتبه به (ع.م) الرأس المدبر لهذا السطو المسلح. وأوضح عميد الشرطة هيلالي أن البحث المعمق كشف أن الجاني كان يتحرك رفقة عصابة إجرامية حاولت أكثر من مرة القيام بجرائمها، ففي رمضان من السنة الماضية حاولوا سرقة محل للمجوهرات باستعمال سلاح ناري بمدينة برشيد كما كانوا ينوون سرقة محل آخر بالدارالبيضاء. وقال إن الجاني سبق له أن قام بعمليات إجرامية أخرى منها، النصب والاحتيال والتزوير للحصول على تأشيرة الدخول إلى أوربا حيث قام بزيارة بلجيكا عدة مرات. وأشار إلى أن الذهب الذي سرق خلال هذه العملية، التي تعود أطوارها إلى فاتح غشت الجاري، لم يتم استرجاعه، إذ من المحتمل أن يكون قد تم بيعه، موضحا أن الشخص الذي اشتراه سيلقى القبض عليه، فيما ستتم إحالة أفراد هذه الشبكة التي تتكون من أربعة أشخاص، على العدالة.