بعدما حقَّق التلفزيون المصري نجاحًا لافتًا في منافسة الفضائيَّات الخاصَّة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، تراجع التلفزيون بشدَّةٍ خلال العام الحالي، لينتهي به الحال في ذيل قائمة القنوات الَّتي يتابعها الجمهور المصري. يبدو ان تأثير الثورة المصرية انعكس سلبًا على التلفزيون المصري الذي لم يجد على شاشاته اي من النجوم هذا العام، لاسيما بعد هروب غالبية المنتجين من شاشاته، على الرغم من ترحبيهم في البداية باقتراح عرض أعمالهم الدرامية مقابل الحصول على نسبة 50 بالمائة من العائد الإعلاني التي اقترحها اللواء، طارق المهدي، رئيس الاتحاد السابق. إجراءات الروتين والقيود التي تم وضعها على المنتجين الذين وافقوا على ان يعرض التلفزيون مسلسلاتهم بلا مقابل في انتظار الإعلانات، حرمت الجمهور المصري من مشاهدة عدد من الأعمال التي سحبت في اللحظات الأخيرة، من بينها مسلسل «الشوارع الخلفية»، وذلك على الرغم من إذاعة بروموهاته على شاشة التلفزيون. واللافت ان التلفزيون الذي قام بإنتاج اكثر من 8 أعمال درامية من خلال شركة «صوت القاهرة»، فشلت جميعها في جذب الجمهور، ليس فقط بسبب الأداء الباهت في عدد منها، وإنما بسبب الديكورات الضعيفة والمتكررة إذ تم تصوير عدة مسلسلات في نفس الديكورات، ترشيدًا للنفقات، إضافة الى عدم وجود اي من النجوم في هذه الأعمال باستثناء حسين فهمي في مسلسل «تلك الليلة»، ونيكول سابا في مسلسل «نور مريم»، واللذين لم يحققا اي نسبة بسبب ضعف الدعاية لهما في مختلف وسائل الإعلام. الغريب انه على الرغم من قلة الأعمال الدرامية التي عرضت في رمضان مقارنة بالأعمال التي عرضت العام الماضي، إلا أن فشل التلفزيون تواصل ايضا في عدم نجاح شركة «صوت القاهرة» في تسويق أعمالهم الي المحطات الفضائية، على الرغم من تسويق جميع اعمال منتجي القطاع الخاص وهو ما يثير الدهشة عن الطريقة التي تتم بها الإدارة داخل ماسبيرو، لاسيما وان هناك الملايين التي انفقت على هذه الأعمال، ولن يمكن بالطبع استعادتها من الإعلانات الهزيلة التي تتواجد على شاشته. ولم يجد القائمون على التلفزيون استغلال الأعمال التي وافق منتجوها على عرضها على شاشة التليفزيون بالقواعد الجديدة، حيث تسبقهما الفضائيات في مواعيد عرضها، مما يجعل عرضه على شاشة التليفزيون بلا فائدة على العكس من العام الماضي، إذ كان يحرص التلفزيون على اختيار اولى ساعات العام الجديد للأعمال الأكثر اثارة ومتابعة على مدار الشهر، لكن هذا العام تعرض اعمال اقل جودة في اوقات مميزة. وعلى الرغم من ضعف الإعلانات عمومًا وتراجعها في رمضان، إلا أن شاشة التلفزيون باتت خالية تقريبًا من الإعلانات باستثناء اعلانات المجلة التي تصدر عنه والإعلانات الحكومية، ايضًا لم يحقق اي برنامج على شاشة التلفزيون المصري اصداءً على الرغم من وصول شهر رمضان لمنتصفه، إلا أن هروب الإعلاميين للقنوات الخاصة واستبعاد مقدمي البرامج الغير معينين في التلفزيون كان السبب الأبرز لغيابهم، حيث نقلوا برامجهم الى فضائيات منافسة ومن بينهم لميس الحديدي، وخيري رمضان، اللذين يظهران من خلال شبكة تلفزيون العاصمة cbc، والإعلامي محمود سعد الذي انتقل الى قناة «التحرير».