سيق الرئيس المصري السابق حسني مبارك، صباح أمس، إلى قفص الاتهام في قاعة المحاكمة على سرير طبي ومعه ابناه جمال وعلاء ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من مسؤولي حكومته. وكانت طائرة هليكوبتر قد أقلت الرئيس مبارك إلى مجمع أكاديمية الشرطة بالقاهرة حيث تعقد المحاكمة. وقد نقل جوا في وقت سابق من مستشفى منتجع شرم الشيخ إلى قاعدة عسكرية بالقاهرة. أما ابناه جمال وعلاء ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي فقد أحضروا من محبسهم في سجن طره بجنوب القاهرة. هكذا بدأت أولى جلسات المحاكمة التي يتابع فيها الرئيس مبارك ومرافقوه في اتهامات تتعلق بالفساد، وإصدار الأوامر بقتل المتظاهرين أثناء الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام حكمه في شهر فبراير الماضي. ووجه ممثل الادعاء لكل من حسني مبارك وابنيه جمال وعلاء ورجل الأعمال الهارب حسين سالم ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي، تهم ارتكاب جرائم الاشتراك في قتل متظاهرين سلميين مع سبق الإصرار في القاهرة وعدد من محافظات مصر، ووجه لهم كذلك تهم فساد مالي وتربح غير مشروع»؛ وهي اتهامات تصل عقوبتها للإعدام وفقاً للقانون المصري. وقال ممثل الادعاء إن حسني مبارك «سمح لوزير الداخلية باستخدام الأسلحة والمركبات في قتل المتظاهرين، وتابع ارتكاب هذه الجرائم ووافق عليها قاصداً إزهاق أرواح المتظاهرين كي يتمكن من البقاء في السلطة». ونفى كل من حسني مبارك الذي بدا في وعيه ومنصتا بانتباه لما يدور في القاعة، وابناه كل التهم الموجهة اليهم . وطلب محامو أسر شهداء الثورة المصرية استدعاء المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري الحاكم ووزير الداخلية الحالي منصور العيسوي للإدلاء بشهادتهما. ومن أغرب ما استمعت اليه المحكمة مرافعة قال فيها صاحبها أن الماثل أمام القضاء هو «دوبلير» للرئيس ، وشخص ينتحل صفته ، أن الرئيس الفعلي قد مات في ألمانيا. وقال المحامي الذي انتصب أمام المحكمة أن «الرئيس قتل كل المصريين وأنني تم اغتيالي منذ 16 فبراير الماضي»!! ويعد هذا أول ظهور علني للرئيس المصري السابق منذ الإطاحة به في فبراير في أعقاب ثمانية عشر يوما من المظاهرات والاشتباكات الدموية في شتى أنحاء مصر، سقط خلالها أكثر من ثمانمائة قتيل وأصيب الآلاف. كما تفيد التقارير بأن قوات الجيش والشرطة تتخذ إجراءات أمنية مشددة في محيط أكاديمية الشرطة، وفي ساحات القاهرة الرئيسية وخاصة ميدان التحرير لمنع أية مظاهرات. ويذيع التلفزيون المصري بثاً مباشراً لجلسة المحاكمة كما تعرض على شاشات كبيرة خارج المحكمة.