بدأت ، كما كان مقررا ، محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك مع ابنيه وعدد من معاونيه في القاهرة، بتهم مختلفة منها القتل وإهدار المال العام. وشوهد مبارك وهو داخل قفص الاتهام ممدد اعلى سرير ، مع الإشارة إلى أنه تم نقله بواسطة طائرة خاصة من شرم الشيخ ، حيث كان يعالج في أحد مستشفياتها منذ الإطاحة به ، إلى العاصمة ، قبل أن يتم إلحاقه عبر سيارة سيارة إسعاف إلى مقر المحكمة . وعرفت الجلسة الأولى لمحاكمة مبارك ومن معه ، والتي احتضنها مقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة ، إجراءات أمنية خاصة ، فيما اندلعت اشتباكات بين معارضين ومؤيدين لمحاكمة, مبارك قرب مقر الأكاديمية . وقد وجهت لمبارك ثلاث تهم رئيسية ، هي : قتل متظاهرين خلال ثورة 25 من يناير، وتصدير الغاز المصري إلى إسرائيل، وإهدار المال العام. في نفس الوقت تتم محاكمة كل من ابنيه علاء وجمال ، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ، وستة مسؤولين أمنيين. في حين ستتم محاكمة رجل الأعمال (الهارب خارج مصر) حسين سالم ، غيابيا . وخارج موقع المحاكمة أقيمت شاشة عملاقة لنقل وقائع الجلسة بينما شددت الإجراءات الأمنية في ميدان التحرير معقل الاحتجاجات التي أطاحت بمبارك والذي شهد أيضا لأكثر من ثلاثة أسابيع الشهر الماضي مطالب بتسريع الإصلاحات ومحاكمة رموز الفساد. وقد شكلت الحالة الصحية لمبارك موضوعا لجدل كبير وسط المعارضين والمؤيدين لمبارك ، وتكهنات بعدم القدرة على نقله للقاهرة لمحاكمته، إلكن وزير الصحة حسم الأمر حين أكد أن حالة مبارك الصحية تسمح له بالمثول أمام المحكمة . كما دار جدل حول مقر محاكمة مبارك : هل في شرم الشيخ أم في مكان آخر ، إلى أن أكدت وزارة العدل بأن محاكمته ستتم في القاهرة . وتعتبر محاكمة مبارك أول محاكمة لحاكم عربي منذ اندلاع موجة الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح والديمقراطية ، بينما كان الرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي ، الذي فر إلى السعودية، أول حاكم عربي تتم إطاحته قبل محاكمته ، غيابيا.