قدّم العديد من الخبراء و الباحثين خلال المؤتمر السّنوي للجمعيّة الأوروبية للتّناسل البشري وعلم الأجنة الّذي انعقد مؤخّرا من 03 إلى 06 يوليوز بستوكهولم السّويد آخر الدّراسات و البحوث في مجال الصّحة الإنجابيّة والخصوبة ومقاومة العقم أمام حضور مكثّف ناهز 9000 طبيب و مختصّ من جنسيّات مختلفة. و قد اهتمّ الأطبّاء المغاربّيون في هذا الملتقى العلميّ البارز بمسائل تتعلّق خاصّة بحماية صحّة المرضى و بتكاليف العمليّات الجديدة للإخصاب و بوسائل معالجة العقم المعتمدة و طرق التّناسل الفعّال من أجل الإنجاب. كما تابعوا بعناية نتائج الدّراسة الدّوليّة الّتي قدّمها البروفيسور ‹›نايل كاشمان›› Pr. Neil Cashman ، و الّتي تبرز أخطار المنتوجات الصيدليّة المستمدّة من البول في مجال معالجة عقم النّساء. و توضّح هذه الدّراسة العلميّة أنّ عمليّة حقن النّساء بمنتوجات الإخصاب المستمدّة من البول يمكن أن تفرز عوارض لمرض ‹›البريون›› une maladie à prion، و هو ما يسبّب مشاكل صحيّة في شكل أمراض عصبيّة تشبه مرض ‹›كروتزفيلد جاكوب ‹› Creutzfeldt-Jakob لدى الإنسان أو أعراض جنون البقر لدى الماشية. كما تشير الدراسة الدولية إلى تقدم البحوث العلمية في هذا المجال، و تدرج مقارنة للأخطار بين المنتوجات الصيدلية المستمدّة من البول و المنتوجات المتاّلفة، و هي أحد الحلول الصيدلية المتواجدة في السّوق المغاربيّة. حيث صرح البروفيسور نايل كاشمان، المختصّ في الأمراض العصبيّة و هو أيضا المدير العلمي لمؤسسة بريونات كندا PrioNet Canada و عضو مجلس إدارة مركز بحوث بالجامعة الأنقليزية بكولومبيا قائلا «لقد اكتشفنا لأوّل مرّة وجود بروتينات بريونية protéines prions في المنتوجات الصّيدلية المستمدّة من البول و لم نكتشف ذلك في المنتوجات الصيدلية المتآلفة produits recombinants «. كما يعتبر البروفيسور «أنّه من الضّروري فحص و تقييم أخطار هذه المنتوجات بالمقارنة مع فوائدها» ، ملاحظا «أنّه من الصّعب تحديد حدّة الخطورة حاليّا ممّا يستدعي إجراء دراسات علميّة متقدّمة و مخصّصة لهذا الموضوع بالذات». و تشير نتائج الدّراسة إلى أنّ الطّرق المعتمدة حاليّا في الفحص لا تسمح باكتشاف البريون في البول لدى المانحين المصابين. إذ أنّ البريونات يتمّ خلطها عادة مع آلاف غيرها، ممّا يجعل التعرّف على العوامل المصابة شبه مستحيلة. و يعلّق البروفيسور ‹›نظرا لمهنتي كطبيب و باحث، فإنّي أعتقد أنّ الحلّ يكمن في اعتماد طرق طبيّة أخرى أكثر سلامة، خاصّة إذا كانت متوفّرة و بأسعار مناسبة». و تفيد الأرقام بأنّ عدد النّساء اللاّئي يعتمدن وصفات ذات هرمونات الخصوبة ( بما في ذلك المستمدّة من البول) في المنطقة المغاربيّة يقارب 100000 . و تروّج هذه المنتوجات الصيدليّة تقريبا بنفس الأسعار. و في انتظار موقف رسميّ للإجراءات الّتي يمكن أن تتّخذ في هذا المجال، من أجل الحدّ من المخاطر، فإنّ الاختيار يكون بيد الطّبيب المختصّ و أيضا بيد النّساء الراغبات في العلاج، علما بأنّ صناديق الضّمان الإجتماعي بتونس و الجزائر و المغرب تتكفّل بمصاريف المعالجة المتاحة حاليّا في السّوق المغاربيّة.