بالرغم من أنه تمت المصادقة على مشروع تصميم التهيئة الخاص بمنطقة الحي الحسني بمدينة الدارالبيضاء، وهو المشروع الذي كان قد أثار جدلا كبيراً في أوساط العديد من الفاعلين، وبخاصة منهم فئة من المنعشين العقاريين وفعاليات أخرى، فإن السؤال الذي يتردد الآن هنا وهناك يهم التصميم المديري للمدينة: ما هي معالمه؟ وتوجهاته العامة؟ ومآل الوضع المجالي للمدينة في غياب تصميم من هذا القبيل، يمكن مشاريع التخطيط الحضري من آليات منهجية ناجعة وسليمة تساعد بصيغة أو بأخرى في بلورة حكامة جيدة في قطاع التعمير والعديد من المجالات المرتبط بالتهيئة الحضرية؟ مصادر أوضحت لنا في هذا السياق أن التصاميم المديرية للتهيئة بمدينة الدارالبيضاء لم يسهم العديد منها في إنتاج مدينة بخصائص معمارية ذات معايير مقبولة مثلا... وذكرت المصادر عينها أن تصاميم التهيئة في العديد من مدن العالم ساهمت في تشكيل مدن وحواضر لها مميزات معمارية منفردة أحيانا، مبرزة في هذا الصدد، بأن هندسة مدينة برشلونة الإسبانية وتميزها المعماري والجمالي يرجع أساساً إلى مخطط التهيئة الذي وضعه المهندس المعماري الشهير »ألبير تسيرْدَا«، منذ ما يزيد عن قرن من الزمان.. وأردفت قائلة بأن مشروع »تسيردا« الذي أعطى لمدينة برشلونة طابعا معماريا متميزا وخاصا في العالم ظل يخضع باستمرار لعمليات تحيين من قبل السلطات البلدية والمحلية لمواكبة ومواجهة كل التحديات المطروحة أو التي قد تُطْرَح.. مصادر أخرى أكدت على أن العديد من التصاميم المديرية للتهيئة بالمدينة جعلت من الهاجس الأمني خلفيتها أو مرجعيتها الأساس في بلورة تصور يتعلق بمستقبل المدينة في قطاعات حيوية خلال 15 أو 20 سنة أو أكثر وبعد أن أشارت إلى أن تصاميم «»بانسو« كونشار« «كرَّست وساهمت في إنماء الاختلال المعماري، وإنتاج فوارق اجتماعية جديدة، أعربت عن أملها في أن يعكس التصميم المديري المأمول بالمدينة وغيرها من المدن، التوجهات الجديدة التي عكسها الدستور الجديد الذي جعل من عملية الاشتراك الفعلي للمواطن في بلورة العديد من القرارات والتصورات، مثلما جعل من الحكامة وكل ما له علاقة بتحقيق المصلحة العامة وصناعة مستقبل يستجيب للتطلعات والانتظارات، جعل من كل ذلك، ركيزة من ركائز بناء مجتمع جديد، ومدن جديدة تتوفر على كل مقومات النهوض وكسب رهان المستقبل... واستطردت مصادرنا قائلة بأن مشروع تصميم التهيئة المديري المرتقب، يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مختلف المشاكل والمعطيات الموجودة على الأرض، والمعطيات المتغيرة الموازية الديمغرافية والمعطيات المرتبطة بما هو محتمل (مثل مشروع ترامواي سابقاً الذي لم يكن في الحسبان)، درءاً لكل ما من شأنه أن يفقد أي مشروع (مشروع تصميم مديري) جدوائيته ومصداقيته، وفعاليته في الميدان. فهل ستكون إذن مشاريع تصاميم التهيئة المديرية إن في الدارالبيضاء أو مدن أخرى في مستوى التطلعات المطروحة؟