تعرض المستوصف الصحي بدر ، الكائن بتراب عمالة انفا ، مؤخرا ، والذي يتواجد غير بعيد من الدائرة الأمنية 13 ، إلى عمليتي اقتحام مختلفتين، واحدة من طرف لص و الأخرى من طرف متشرد، الأمر الذي تسبب في صدمة وفزع لطبيبات وممرضات المركز الصحي، بالإضافة إلى بعض الآثارالنفسية الجانبية بالنظر إلى خوفهن على أنفسهن وسلامتهن الجسدية ، علما بأن جميع من يشتغل بداخل المستوصف نساء. وقد صرحت لنا إحدى الطبيبات ، قائلة :« أنا خايفة على راسي، إلا تجرحت أو مت على ولادي شكون غادي يعرفني أويحميني » .. وهي تحكي عن تفاصيل ذلك اليوم المروع الذي دخل فيه عليهن رجل موهما المسؤولين عن الإدارة بأنه يريد إجراء فحص طبي ، كما قال لإحداهن عندما سألته عن سبب زيارته « أريد أن تكشف علي الطبيبة»! كان المستوصف يعج بحركة المرضى و الزوار، ثم انتظر اللص إلى أن قل عددهم و هدأت الحركة، فحمل جهاز«الديفيدي» بين ذراعيه ، المتواجد بالقرب من التلفاز ببهو المركز، وفر هاربا! يوم أسود آخر من أيام مستوصف الحي «بدر» تضيف نفس الطبيبة دائما، عندما اقتحم متشرد الممر المؤدي إلى الداخل بملابسه المتسخة ، و هو فاقد الوعي في حالة سكر تام ، ليقوم بتكسير قنينة النبيذ التي بحوزته بعد أن فرغ منها مهددا الجميع بالضرب بواسطتها ، لولا تمكن إحدى النساء المارة من إبلاغ دائرة الشرطة القريبة و التي حضرت إلى عين المكان. إثر ذلك اضطرت إدارة المستوصف إلى إغلاق الباب عند الساعة الواحدة زوالا إلى غاية الساعة الرابعة موعد انتهاء العمل كإجراء وقائي و احترازي ومن أراد الدخول ما عليه سوى «قرع الباب»، لدرجة أن المرضى أنفسهم أصبحوا يعلمون بهذا الإجراء فيقومون بقرع الباب الذي تفتحه إحدى الممرضات بعد التأكد من الشخص و سبب زيارته! تجدر الإشارة إلى أن الإدارة قامت بتوجيه شكايات إلى المصالح الإقليمية لوزارة الصحة بالمدينة في كل مرة يتم الإعتداء على حرمة المكان. السؤال المطروح هنا هو: لماذا لا يتم توفير رجل أو رجلي أمن لخدمة المستوصف و حراسته من اللصوص و المشردين، خاصة و أنه يحتضن ، إلى جانب الأطر الطبية، معدات و أجهزة باهظة الثمن، وهو الإجراء الذي لن يتطلب إمكانيات مادية كبيرة أو تدابير استراتيجية؟