فقدت الساحة السينمائية الجمعة الماضية الممثلة الأمريكية ليندا كريستيان، التي لعبت في عام 1954 أول دور فتاة جيمس بوند فاليري ماتيس أمام الممثل باري لينسن، في فيلم «كازينو روايل» التلفزيوني، وذلك قبل البدء بإنتاج سلسلة أفلام رجل المخابرات 007 عام 1962 . وفارقت كريستيان الحياة في بالم ديزرت بكاليفورنيا في الولاياتالمتحدة عن عمر 87 عاماً، بسبب إصابتها بمرض عضال. ولدت كريستيان باور في 13 فبراير 1923 في مدينة تامبيكو المكسيكية لأب ينحدر من أصل هولندي وأم مكسيكية ذات جذور ألمانية، وكانت هي أكبر أشقائها ال 3 . وكانت منذ طفولتها كثيرة السفر مع والديها بحكم طبيعة عمل والدها المهندس، فعاشت في أكثر من بلد أوروبي وآسيوي، بالإضافة الى بلدان في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. وعرف ليندا كريستيان شغفها بتعلم اللغات الأجنبية فأتقنت 7 لغات، من بينها العربية والروسية. وقد حققت الممثلة الراحلة انتشاراً واسعاً في بلادها حتى منتصف القرن الماضي، واشتهرت بأداء عدد من أدوار الإثارة، مما جعل مجلة «لايف» في أربعينات القرن الماضي الى إطلاق لقب «القنبلة الجسدية» عليها. لعبت الصدفة دوراً محورياً في حياة الشابة الفاتنة بلانكا روزا والتر (اسم ليندا كريستيان الحقيقي)، التي كانت قررت ان تلتحق بكلية الطب بعد إنهاء المرحلة التعليمية في المدرسة. لكن شاءت الأقدار ان تجمعها بالممثل الأسترالي إيرول فلين الذي اشتهر كأحد رموز الإثارة في السينما الامريكية، فنصحها بالتوجه الى هوليوود وممارسة التمثيل، خاصة وانها كانت قد ظهرت في أدوار ثانوية بعدد من الأعمال الفنية المكسيكية، فانتقلت الى بيفرلي هيلز، حيث شاركت بعرض أزياء لفتت به انتباه مدير شركة «مترو غولدوين ماير» الروسي الأصل لويس ماير، فوقعت معه تعاقد عمل لمدة 7 سنوات. تزوجت ليندا كريستيان من الممثل تبارون باور في عام 1949 واستمرت العلاقة بينهما حتى 1956، توجت بإنجاب ابنتين، تارني التي سارت على خطى والدتها وأصبحت ممثلة، ورومينا باور التي اقترنت بالمغني الإيطالي الشهير البانو. واصلت ليندا كريستيان عملها في هوليوود حتى بداية ستينات القرن المنصرم، ومن ثم عادت الى بلدها حيث استكملت ما بدأت حياتها الفنية به من خلال التمثيل في المسلسلات المكسيكية، كان آخرها في عام 1988. .