الأكيد أن حياة أي ممارس رياضي تحفل بالعديد من المحطات المشرقة، والذكريات الجميلة، لكنها في نفس الوقت تحمل كثيرا من المواقف غير السارة، والتي تبقى راسخة في الأذهان. في هذه الزاوية ننبش في ذاكرة بعض الأسماء الرياضية عن أسوأ الذكريات، ونعود بهم إلى تفاصيل هذه المواقف، التي تُستحضر اليوم بكثير من الطرافة. عبدالواحد بنحساين اللاعب الذي لعب لفريق المغرب التطواني لعدة مواسم، قبل أن يلتحق بفريق النادي المكناسي، ويحقق معه الصعود إلى حظيرة القسم الممتاز موسم (1993 - 1994)، وثم يفوز معه بالبطولة الوطنية في الموسم الموالي أي (1994 -1995)، في ظل تواجد مجموعة من الأسماء، التي أعادت الاعتبار لكرة القدم المكناسية، ومن بينها نذكر المهاجم الكبير عبدالجليل هدا، المعروف بكاماتشو، واللاعب الكبير جمال الدريدب، وبودومة وبيدان واليوسفي واحسينة والمنطيح وغيرهم... وخلال مسيرته الكروية الطويلة، يحتفظ بنحساين بمجموعة من الذكريات الجميلة والحزينة، التي مازالت راسخة أمام عينيه، ومن بين هذه الذكريات المؤلمة حسب عبد الواحد، والتي أبكت الجماهير المكناسية، تبرز الهزيمة أمام فريق الزمالك المصري، برسم دور ربع نهاية كأس إفريقيا للفرق البطلة. لقد قدمنا لقاء في المستوى، يقول بنحساين وهو يتذكر المبارة بأدق تفاصيلها سواء بملعب القاهرة الدولي أو بالملعب الشرفي بمكناس، حيث استطعنا قلب موازين القوى في لقاء الإياب، رغم الهزيمة التي عدنا بها من مصر. كنا الأقرب إلى التأهيل أمام فريق يعج بالنجوم المصرية، أذكر من بينهم اللاعب الكبير أحمد الكاس، عميد المنتخب المصري آنذاك، والذي أفتخر بأنني كنت السبب في طرده منذ الدقائق الأولى من المقابلة، الأمر الذي زاد من طموحاتنا. سيطرنا على المقابلة وخلقنا فرص عديدة للتسجيل، وفي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر تأهيلنا للدور النصف النهائي، استقبلت شباكنا هدفا لم يكن في الحسبان، نزل علينا قطعة ثلج. لقد أربك حساباتنا بالمرة وانتهى الحلم الذي كنا نأمل تحقيقه، وهو الذهاب بعيدا في البطولة الإفريقية ونحقق ثلاثة إنجازات في ثلاثة مواسم (الصعود والفوز بالبطولة الوطنية والفوز بالبطولة الافريقية). لقد كنا نتوفر على فريق قادر على تحقيق كل شيئ ... أقصينا فرقا كبيرة على الصعيد الإفريقي كالفريق الغاني (غولد فيز)، مما زاد من حظوظنا في المنافسة بقوة على هذه البطولة، لكن أحلامي تتكسر على صخرة الزمالك، لأن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن... بقيت هذه الهزيمة التي جاءت بطعم العلقم، واحدة من الذكريات الحزينة التي مازالت مرسومة أمام عيني. ويتذكر عبد الواحد بنحساين أحداثا أخرى أليمة، تعرض لها في مسيرته الكروية، سواء مع المغرب التطواني أو النادي المكناسي، ومن بين هذه الأحداث التي كانت ستضع حدا لمسيرته الكروية، الكسر الذي أصيب به في أنفه خلال إحدى المقابلات مع فريق المغرب التطواني، بعد اصطدام قوي مع أحد المهاجمين، ورغم ذلك ونظرا للحماس والغيرة على الفريق، طلب من الجهاز الطبي للفريق السماح له بمواصلة اللعب حتى نهاية المقابلة. يقول بنحساين بخصوص هاته الواقعة، بعد أن وضعوا الضمادات على أنفي واصلت اللعب حتى نهاية المقابلة، بعد ذلك تم نقلي إلى المستشفى للعلاج.. ذكريات مع المستديرة لا يمكن حصرها أبدا لأننا كنا دائما معرضين لمجموعة من الإكراهات الخارجة عن إرادتنا، ومن الأحداث التي لا يمكن أن ننساها أبدا، أتذكر خروجنا مع فريق النادي المكناسي على يد الجيش الملكي في ربع نهاية كأس العرش في مقابلة قوية استقطبت جماهير غفيرة من كلا الفريقين، إذ كنا منهزمين واستطعنا تدارك الموقف، لكن الغلبة كانت للفريق العسكري الذي كان يضم في صفوفه مجموعة من الأسماء الوازنة، وهذه المقابلة كنا نعول عليها كثيرا، لأنها كانت ستكون واحدة من الملاحم التي حققها فريق النادي المكناسي، الذي كان ظاهرة ثلاثة مواسم متتالية في منتصف التسعينيات بكل امتياز....