الأكيد أن حياة أي ممارس رياضي تحفل بالعديد من المحطات المشرقة، والذكريات الجميلة، لكنها في نفس الوقت تحمل كثيرا من المواقف غير السارة، والتي تبقى راسخة في الأذهان. في هذه الزاوية ننبش في ذاكرة بعض الأسماء الرياضية عن أسوأ الذكريات، ونعود بهم إلى تفاصيل هذه المواقف، التي تُستحضر اليوم بكثير من الطرافة. تعتبر المباراة التي خاضها فريق شباب المحمدية في موسم 1992 ضد الفتح الرباطي من أجل الصعود إلى القسم الوطني الأول، أسوأ الذكريات بالنسبة لمنير بلمير، لأن إدارة شركة لاسامير، المحتضنة للشباب آنذاك، كانت قد وعدت اللاعبين جميعا بالتوظيف، مكافأة لهم على الصعود الذي كان في المتناول، إلا أنهم أضاعوا الفرصة. يتذكر بلمير، الذي حمل شارة عمادة الشباب لمدة خمس سنوات، أن اللاعبين أصروا على الانتصار وتحقيق حلم الصعود، وفعلا سجلوا هدفا ظلوا محافظين عليه حتى الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، لكن الأخطاء الدفاعية وقلة التركيز أدت إلى «استقبالنا هدفين، كانا كافيين لضياع الصعود والعمل». منير بلمير، الذي خاض تجربة احترافية سنة 1998 بالسعودية رفقة نادي أحد، قبل أن يعود في الموسم الموالي للشباب، ثم يغادره إلى نهضة سطات، ثم يضع حدا لمشواره الكروي، يرى أن هذه المباراة خلفت تذمرا كبيرا لدى اللاعبين، الذين كانوا يراهنون جميعا على ضمان عمل قار، عبر بوابة المؤسسة المحتضنة. وبعدها تأتي مباراة السد ضد النادي المكناسي، في سنة 1991، من أجل تحقيق الصعود أيضا إلى القسم الوطني الأول، وهي المباراة التي احتضنها ملعب الحارثي بمراكش. كانت كل فعاليات المدينة تنتظر تحقيق الحلم، والعودة إلى قسم الأضواء، رغم أن الفريق الخصم كان يضم عناصر متمرسة من قبيل المرحوم عزيز الدايدي، بيدان، باديدي، الصامبا، وبيداري. هذا الأخير قدم مباراة كبيرة وكان متألقا، حيث خلق لنا متاعب كبيرة. كان في هذه الفترة يدربنا الإطار الوطني عبد القادر يومير، الذي سبق له أن درب النادي المكناسي، قبل أن يحط الرحال بالمحمدية. في إحدى المحاولات التي قادها اللاعب بيداري، حاولت أن أصد الكرة، إلا أنني اصطدمت ببيداري، فأصيب على إثر ذلك إصابة بلغية حرمته من إكمال المباراة، وفرضت عليه الغياب لمدة. ظن الجميع حينها أنني كنت محرضا من قبل المدرب يومير من أجل إصابة المهاجم المكناسي، وهو أيضا اعتقد أن «يومير حرشني عليه»، إلا أنني لم أتعمد إصابته، ولم يكن في نيتي أن أؤذيه. غضب بيداري كثيرا، وأخذ يلعن ويسب، معتقدا أن التدخل العنيف كان مقصودا، وحاولت أن أعتذر منه، غير أنه لم يترك الفرصة للاعتذار، وانقطعت الصلة عند هذه الحادثة. وبهذه المناسبة أجدد اعتذاري للاعب بيداري، وأكرر أنني لم أقصد إيذاءه، لأن أخلاقي لا تسمح لي بمثل هذه السلوكات. طبعت مسيرتي الرياضية العديد من المحطات غير السارة، إلا أنني لا أتذكر منها سوى هاتين الحادثتين، فضلا عن بعض البطاقات الحمراء، التي تبقى أقساها تلك التي أشهرها في جهي حكم المباراة التي جمعتنا سنة 1991 رفقة الشباب ضد اتحاد الفقيه بنصالح. كنا خلال هذه المباراة منهزمين بهدفين دون مقابل، ونجحنا في بلوغ التعادل. كانت الأمور تسير بشكل عادي، إلى أن حاولت التصدي لهجوم من الجهة اليمنى، تدخلت بشكل شرعي في حق أحد المهاجمين، إلا أن الحكم رأى عكس ذلك، تحت تأثير الضغط الجماهيري، وأشهر في وجهي البطاقة الحمراء، مرسلا إياي إلى مستودع الملابس. كثيرة هي البطاقات الحمراء التي حصلت عليها، منها ما هو مشروع ومنها عكس ذلك، لأنني كنت معروفا باللعب الرجولي، لدرجة أن المدرب الراحل محمد العماري، حينما كان يدربنا بالشباب حاول أكثر من مرة ثني عن التدخلات العنيفة في حق زملائي خلال التداريب، لدرجة أنه في إحدى المرات أصر على مغادرتي التداريب، لأنني كنت خشنا في بعض تدخلاتي، رغم أنني لم أكن أقصد إيذاء زملائي.