استقبل عبد الواحد الراضي، الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي، بعد زوال أول أمس بالرباط، المناضلة النسائية السلوفينية سونيا لوكار, التي تقوم بزيارة للمغرب بدعوة من المعهد الوطني الديموقراطي بالمغرب، وذلك في إطار اهتمام الحركة النسائية المغربية بتفعيل المكاسب الجديدة التي تحققت للمرأة في النص الدستوري الجديد، خصوصا ما يتصل بأجرأة مبدأ المناصفة الذي نص عليه الدستور. وبعد ترحيب عبد الواحد الراضي بالمناضلة التقدمية المعروفة، قدم لها نظرة مركزة حول منظور الاتحاد الاشتراكي للمسألة النسائية في المغرب وأشكال تفاعلها مع نضالات النساء في العالم. وبعد أن نوه الراضي بأهمية المكاسب الجديدة للمرأة المغربية التي تحققت لها في الدستور الجديد، وهو تتويج لنضالات نساء المغرب والتزام الحركة التقدمية بضرورة تغيير أوضاع المرأة وضمان كرامتها، أكد أن هذا النضال لا يقف في نظرنا عند مستوى النصوص القانونية وتطوير التشريعات، وإنما هو على مستوى بلورة قيم جديدة, بل الامتلاء بهذه القيم وبهذه الثقافة الديموقراطية التقدمية، التحديثية. إن الأمر في جوهره، يؤكد الكاتب الأول للاتحاد، أبعد من مجرد تحقيق رغبة أو التعبير عن إرادة، وأنما هي معركة سوسيوثقافية وتربوية عميقة طويلة النفس، ليس فقط ضد أولئك الذين مازالوا مشدودين إلى شرائع الغاب في مواجهة النساء وحريتهن وكرامتهن، وانما ضد حالات الاستلاب التي مازالت نساء كثيرات في بلادنا يعانين من مضاعفاتها. وهل ينسى المرء كيف خرجت نساء مغربيات الى الشارع لتطوير نظرة مجتمعهن تجاه أوضاعهن, في حين خرجت نساء أخريات دفاعا عن الوضعية القائمة راضيات بالمسلمات « بتشديد اللام» والبديهيات المتقادمة. معنى ذلك، ان المعركة من أجل بلورة وضع جديد للمرأة المغربية هي معركة ضد الاستلاب أساسا، وضد جمل من الافكار المحافظة التي مازال ممكنا العثور عليها ليس فقط داخل القوى المحافظة ,بل في صفوف بعض قوى التغيير أيضا. وهي معركة كذلك ضد ثقافة ذكورية مازالت راسخة وتخفي في العمق انواعا مختلفة من المصالح المادية والاجتماعية والذاتية. وقد ذكر الاخ عبد الواحد الراضي بما حققته مدونة المرأة والاسرة، وقانون الجنسية، والنص الدستوري الجديد للمرأة في بلادنا، لكنه يرى انها معركة لن تحسم بين عشية وضحاها، وانما لابد من المزيد من الانفاس الجديدة و تراكم المبادرات والافكار التحديثية والقيم الديموقراطية قصد تحقيق النجاح المطلوب. وقدمت المناضلة سونيا لوكار نظرة سريعة عن نضالات المرأة في سلوفينيا وفي منطقة البلقان من أجل تحريك السواكن, مؤكدة ان معركة النساء بالاساس هي معركة قوى اليسار. ونوهت بما تحقق للمرأة المغربية حتى الآن، خاصة مبدأ المناصفة الذي يتميز به المغرب ضمن بلدان قليلة جدا في العالم. كما عبرت عن سعادتها بأن للمغرب نساء قادرات على استثمار هذه المكاسب وتوظيفها لتحسين أوضاعهن. و قالت انها سعيدة ان تسمع هذا الكلام من قائد اشتراكي مغربي،» وهو كلام اعتدت أن اسمع النساء يطالبن به الرجال»« كما تحدثت عن تجربة التحالفات النسوية التي لاشك أن المغرب مقبل عليها, حيث تتجمع إرادة نساء يختلفن من حيث المرجعية السياسية وتوحد بينهن المعركة والمصير المشتركان للنساء. وجددت تنويهها بما حققه الدستور المغربي الجديد والذي وفر لنساء المغرب شرط بناء مثل هذا التحالف النسوي الممكن. جرى هذا اللقاء بحضور الاخوات فتيحة سداس، عائشة كلاع، نزهة العلوي، السعدية السعدي، فالا بوصولة. وانتهى باجابات قدمها عبد الواحد الراضي على التساؤلات التي قدمتها الضيفة السلوفينية. وكان آخر ما قاله الكاتب الاول للاتحاد، في سياق ردوده وتوضيحاته، ان ما تحقق للنساء في المغرب حتى الآن مؤشر جيد على تطور فعلي ملموس لمجتمعنا وبلادنا في السنوات القليلة الأخيرة. وان مواصلة العمل في هذا الأفق هو أحد أوجب واجباتنا. وقال بالخصوص إن النساء والرجاء الذين يمتلكون قدرا من جرأة المغامرة هم الذين بإمكانهم ان يحققوا الافضل للنساء وللعالم. أما المحافظون فلا يمكنهم ان يغيروا شيئا، ولا يمكننا ان ننتظر منهم ذلك.