تمكنت سلطات آسفي وإدارة المكتب الشريف للفوسفاط من نزع فتيل التوتر الذي طبع العلاقة مع تنسيقيات المعطلين بعد اجتماع ماراطوني بفندق أطلنتيد مساء أول أمس، حيث تم الاتفاق على مراجعة معايير الانتقاء التي اعتمدتها إدارة الفوسفاط في تشغيل المعطلين والالتزام بالبت في الملفات العالقة في أجل أقصاه فاتح غشت القادم. اللقاء الذي جاء بدعوة من والي آسفي، بعد احتقان الوضع بمرافق الميناء التجاري الذي حوصر إلى جانب خط السكة الحديدية من طرف المعطلين طيلة ثلاثة أيام من الأسبوع الماضي، تم خلاله استعراض مبادرة المكتب الشريف للفوسفاط القاضية بتشغيل أبناء المتقاعدين وحاملي الشهادات من المعطلين والتي ستستوعب 5800 توظيف مباشر إلى جانب 15000 عملية تكوين تروم تأهيل الموارد البشرية لتيسير اندماجها في سوق الشغل، وذلك بجميع المراكز الإنتاجية بما فيها خريبكة، اليوسفيةوآسفي. بالمقابل توقفت تنسيقيات المعطلين التي حضرت الاجتماع وعددها 10 على الاختلالات التنظيمية التي طبعت عملية الانتقاء والتي خلقت ردود فعل احتجاجية لدى المعطلين الذين أودعوا لوائح لدى السلطات المحلية مرفوقة بكل البيانات المتعلقة بحاملي الشهادات، كما طالبت التنسيقيات برفع حصيص عملية التشغيل بآسفي بالنظر إلى العدد الكبير من المعطلين في صفوف أبناء المتقاعدين وخريجي المعاهد ومراكز التكوين وحاملي الشهادات الجامعية. اللقاء الذي حضرته الوكالة الوطنية للتشغيل وتأهيل الكفاءات، تم خلاله الاتفاق على تاريخ فاتح غشت من أجل تلقي عرض المكتب الشريف للفوسفاط المتعلق بتشغيل الفئة المذكورة. أجواء اللقاء رغم سخونتها ساهمت في الحد من تصعيد الاحتجاجات التي قرر المعطلون تعليقها في انتظار الرد النهائي، وهو ما سمح بعودة الحركة إلى ميناء آسفي واستعادة الأنشطة الفوسفاطية لإيقاعها اليومي. في اليوسفية وإلى حدود صباح أمس لازال التصعيد والاحتجاج هو الرد العملي الذي اختاره المعطلون هناك بعد إخفاق السلطات وإدارة الاستغلالات المنجمية في تدشين حوار جاد ومسؤول مع تنسيقيات المعطلين التي تحاصر وتشل حركة سبع محاور استراتيجية بالمدينة منها مدخل معمل التكليس ومعامل غسل الفوسفاط ومرأب تجمع حافلات نقل العمال بمنطقة الكنتور، إلى جانب محاصرة خط السكة الحديدية والطريق المؤدية إلى مدينة بن جرير، مما أدى إلى توقف حركة الشاحنات وساعد على شل حركة الاستغلالات المنجمية، يضاف إلى ذلك الاعتصامات المفتوحة بمقر عمالة اليوسفية وجماعة الكنتور. المعطلون الذين التقتهم جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بعين المكان أكدوا على الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها إدارة الفوسفاط في عملية انتقاء تشغيل المعطلين وأبناء المتقاعدين هي المهزلة التي زاد من حدتها - يضيف المحتجون- ابتزاز أعوان السلطة للراغبين في الاستفادة من عملية التوظيف المباشر بعد أن سخرتهم السلطات لانتقاء وتسجيل المعطلين من أبناء المتقاعدين وخريجي المعاهد و حاملي الشهادات ... وهو الفعل الذي ضاعف من حدة القلق والتوتر في صفوف عائلات المعطلين الذين توافدوا بكثافة محتجين بقوة أمام العمالة مصرحين للجريدة بأنهم يقبلون أقل من أنصاف الحلول، مطالبين كحد أدنى بتشغيل عنصر واحد عن كل عائلة حتى يستطيع إعالة أسرته التي تعاني من الفقر وضيق الحال .. إلى ذلك طالب الشباب الذين صادفتهم الجريدة بالمعتصم باحترام المعايير المعلن عنها مسبقا من أجل تكافؤ الفرص بين الجميع، رافضين بقوة النتائج المعلن عنها، مطالبين في ذات الوقت بإعادة النظر في عمليات التوظيف ومراجعة محور التكوين الذي اعتمدته إدارة المكتب الشريف للفوسفاط، مستنكرين عمليات التشغيل التي طالت بعض الموظفين والأجراء بالقطاع الخاص الذين تم استدعاؤهم من أجل الإدماج المباشر بالقطاع ... بالمقابل تطالب ساكنة المنطقة برفع الحيف والظلم عن المدينة وذلك من خلال دعم بنياتها التحتية وتأمين الولوج إلى الخدمات الأساسية من ماء و كهرباء، وضمان الحق في الصحة بالنسبة للفئات المتضررة من التداعيات البيئية للأنشطة الفوسفاطية، كما دعا بيان صادر باسم المعطلين بمدينة اليوسفية بدعم وتشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة وتمويل حاملي المشاريع الصغرى مع تخصيص ميزانية سنوية من عائدات الفوسفاط من أجل مشاريع محلية قادرة على إنعاش الاقتصاد بالمدينة وتشجيع الاستثمار بها.