بتاريخ فاتح أبريل 2009 تم توقيع اتفاقية الالتزام المتبادل بين غرفة الصناعة التقليدية بطنجة وتعاونية الصياغة بشأن استغلال المعدات والآليات الخاصة بحرفة صياغة الحلي والمجوهرات، بلغت قيمتها حوالي 600 ألف أورو، الممنوحة للغرفة في إطار اتفاقية التعاون التي تربطها ببلدية ميخاس الإسبانية، والمندرج ضمن برنامج أنتريك 3 الممول من طرف الاتحاد الأوربي، والهادف إلى تنمية الصناعة التقليدية بالمنطقتين وتشجيع مختلف أوجه التبادل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بينهما. وحسب منطوق الاتفاقية، التي حصلت الجريدة على نسخة منها، وبهدف ضمان الاستغلال الأمثل للآليات والمعدات، وبصفة خاصة استخدامها في استكمال التكوين للحرفيين وتكوين حرفيين جدد، فإن الغرفة تضع رهن إشارة تعاونية الصياغة بطنجة هاته المعدات كما تضع رهن إشارتها مقرا مهنيا بمجمع الصناعة التقليدية لاستغلاله فضاء للتكوين. ولإنجاح هذا البرنامج التكويني النموذجي رصدت كتابة الدولة في الصناعة التقليدية 600 ألف درهم لإصلاح وتجهيز قاعة التكوين. لكن مباشرة بعد انتخابات الغرف المهنية في صيف 2009 استصدر الرئيس الجديد للغرفة، ام (البام)، قرارا من مجلس الغرفة يقضي بإلغاء الاتفاقية وحرمان قطاع الصياغة من هذا المشروع الذي علقت عليه الكثير من الآمال! الخطير في الأمر أنه لحدود اليوم ، مازالت الآليات والمعدات مركونة بقاعة التكوين ومعرضة للصدأ والتلف. وعن الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار الذي اتخذه رئيس الغرفة، أكد عبد السلام بنجيد رئيس تعاونية الصياغة بطنجة في تصريح للجريدة، «أن الأمور كانت تسير في أحسن الظروف وكل الترتيبات تم اتخاذها لتنفيذ هذا البرنامج، حيث عملت التعاونية على توفير مكونين معتمدين من طرف الوزارة و ذوي تكوين دولي، كما وفرت التعاونية المواد الأولية للشروع في العمل، وكان لنا طموح أن نطور مهارات الحرفيين وتكوين حوالي 30 حرفيا جديدا كل سنتين، لكن يضيف رئيس التعاونية، فإن الرئيس الجديد للغرفة قرر الانتقام من قطاع بكامله لأنه لم يستسغ أن ينافسه في المحطات الانتخابية بعض منتسبي القطاع، وبالتالي فقراره محكوم بتصفية حسابات سياسية مع خصومه السياسيين»، و«مع كامل الأسف، يضيف رئيس التعاونية، فإن رئيس الغرفة لا يتردد في تهديدنا بكونه ينتمي لحزب البام ويتمتع بنفوذ كبير لدى مختلف الإدارات، كما أنه يحظى بدعم مباشر من المندوب الجهوي للوزارة الوصية ومن مدير مديرية التراث بالإدارة المركزية للوزارة». وعلى الرغم من المراسلات والشكايات المرفوعة إلى كل الجهات المتدخلة بالقطاع، فإن الوضع لا يزال على حاله، لكن يؤكد رئيس التعاونية، «أنه مباشرة بعد إعفاء مدير مديرية التراث بالوزارة الوصية من مهامه، لمسنا تغيرا إيجابيا من لدن الوزارة واستعدادها لوضع حد لهذه المعاناة المفروضة على قطاع الصياغة، خاصة بعد الزيارة التي قام بها كاتب الدولة المكلف بالقطاع لمقر التكوين الموضوع رهن إشارة التعاونية ومعاينته للآليات والمعدات المركونة هناك». من جهة أخرى، علمت الجريدة أن الجهات المانحة لهاته الآليات عبرت عن انزعاجها من تجميد هاته الاتفاقية وحرمان الصناع التقليديين من الاستفادة منها، علما بأن من شان مثل هاته التصرفات أن تسيء إلى مصداقية المؤسسات المنتخبة لدى شركائها الأوروبيين وبالتالي إيقاف جميع أشكال التعاون بين الطرفين.