وقف الأستاذان المكلفان بالحراسة ومعهم التلاميذ الذي ضمتهم القاعة رقم 18 بالثانوية التأهيلية ابن ياسين بالمحمدية، يوم السبت، مشدوهين أمام سلوك غريب لمدير المؤسسة. حدث ذلك أثناء اختبارات الجهوي المحتسب بالنسبة لنيل شهادة الباكالوريا ل «الأحرار»، حين اقتحم المدير القاعة وتوجه مباشرة للتلميذة فاطمة الزهراء بلبودالي، ابنة الزميل عبد العزيز بلبودالي، ماسكا قميصها بعنف وآمرا بمغادرتها حجرة الامتحان. التف الأستاذان المكلفان بالحراسة حول المدير، متسائلان حول دواعي هذا الاقتحام وهذا الهجوم، ليبلغهما أنه ضبط التلميذة وهي تمرر ورقة تحمل أجوبة لأحد زملائها عن طريق الغش. استغرب التلاميذ ومعهم المكلفين بالحراسة من سلوك المدير، وحاول الجميع ثنيه عن قراره، لكنه استرسل في تهجمه على التلميذة التي صدمها الموقف وكادت أن تسقط مغمى عليها. أصر المدير على موقفه، ودفع التلميذة إلى مغادرة القاعة ولم تكن قد أنجزت من الاختبار إلا سؤالا واحدا. وقد تبين من خلال تداول بعض المدرسين وبعض الأطر في النيابة، أن سلوك المدير حركته الرغبة في الثأر لنفسه بعد قيام جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بنشر بعض فضائحه في الموسم الدراسي، كان آخرها قيامه بتصوير أستاذات بواسطة هاتفه المحمول. ويبدو أنه اختار التلميذة ابنة الزميل بلبودالي للانتقام، متجاهلا دوره التربوي، ومتجاوزا المسطرة المتبعة أثناء إجراء امتحانات الباكالوريا، وغير مدرك لخطورة فعلته خاصة بالنسبة للتلميذة التي حرمها، دون حق، من حظوظها في اجتياز الامتحانات بنجاح. أمام هذا السلوك غير المتزن، يطرح السؤال حول ردع فعل المسؤولين التعليميين محليا ومركزيا، خاصة بالنسبة لضرورة رد الاعتبار للتلميذة ومنحها حق إعادة فرصة اجتياز الاختبار؟