تمكنت الباقة الفرنسية التلفزيونية «كنال بلوس المغرب العربي»، مؤخرا، من أن تضع حدا لقرصنة قنواتها، على الأقل بشكل مؤقت، بعيد نقل المباراة النهائية لعصبة الأبطال الأوروبية التي جرت أطوارها بملعب ويمبلي بين فريق برشلونة وما نشستر، التي استقطبت إليها أنظارمئات الملايين من المشاهدين من القارات الخمس، وذلك بعدما تم اختراق أنظمة تشفيرها منذ شهر دجنبر 2010 وإلى غاية ماي2011 ، حيث استطاع خلالها القراصنة (الهاركز) «تقليد» بطائق فك تشفير غزت السوق المغاربية، خصوصا بالمغرب و الجزائر، إذ تراوح سعر البطاقة في أسواق شعبية في معلومة في كلا البلدين، بين ثلاثمائة وأربعمائة درهم (دون انخراط و دون تحميل متجدد) مع تخويل، أيضا، ولوج مقتنيها إلى نظام «البيس» (biss ) الذي يسمح باستقبال البث المجاني لبرامج قنوات تلفزيونية فرنسية أخرى وكذا برامج باقة كنال ستيليت خاصة على القمر الصناعي «هوت بيرد» ( 13 درجة شرقا)، حيث توجد جملة من القنوات السينمائية الموضوعاتية المتخصصة. وقد اعتبرت مجموعة « فيفاندي» صاحبة الباقة الفرنسية، التي أطلقت قنواتها بالمنطقة المغاربية ( أكثر من أربعين قناة على القمر الصناعي العربي العربسات (بدر) - 26 درجة شرقا) منذ آوخر أكتوبر 2009، أن أهم عنصر في عملية محاربة القرصنة هاته، هو تقليص الخسائر المادية الكبيرة التي تكبدتها منذ تاريخ الإطلاق بالنظر إلى أن الإقبال على الباقة لم يكن بالشكل المتوقع، وبالتالي فإن تسويق بطائق فك التشفير قد تم التوقف عنه بالمغرب و الجزائروتونس بفعل تأثير انتشار القرصنة، لكن، يبدو، أن الأمر كذلك كان تحت تأثير ارتفاع ثمن اقتناء البطائق الذي فاق الألف درهم لستة أشهر فقط، الشيء الذي لم يكن باليسير لغالبية ساكنة المنطقة ذات الدخل المحدود، وبالتالي، فإن ذلك قد فتح المجال لعمليات القرصنة والإقبال على «منتوجها»، التي تضررت منه الباقة الفرنسية كثيرا وقد أوردت الباقة الفرنسية، أثناء إعلانها عن المعطى، بأن المتوفرين على الاشتراكات الحالية الخاصة بباقة »كَنَالْ بْلُوسْ» بإمكانهم الاستمرار في الالتقاط الواضح للبث إلى غاية نهاية العام 2011، وزاد: «نظام الفِييَاكْسِيسْ مخترق على الأقمار الاصطناعية، وما دام الأمر على هذا الوضع، فإننا سنحتفظ بمحدودية ولوجنا للسوق المغربية.. وكذا الجزائرية». كما عبرت عن الاستياء من الطريقة التي يتم بها تدبير ملف ضخم من حجم ملف القرصنة بالمنطقة، وقد اعتبرت بأن الجهود المبذولة حاليا لا تعطي أي نتيجة ناجعة لتقليص من موجة القرصنة و الحد من النشاط المتنامي الذي ينخرط فيه الهاكرز المتخصصون بدينامية جد عالية. تستمر، إذن، برامج الباقة إلى حدود نهاية السنة الجارية، وبعد هذا التاريخ لا أحد يعرف ما هو المصير وماهي التدابير المتخذة لاستمرار استقبال أو عدمه أو هل ستظل صامدة ومتصلبة أمام محاولات الاختراق من قبل قراصنة في ضرب نظام الفياكسيس، الذين كانت ضحية لهم لمدة ستة أشهر كاملة.. وحاليا، تنطلق الباقة الفرنسية المعروفة ببثها لبرامج سينمائية متنوعة وترفيهية ورياضية من الصفر، من منطلق أن بث هاته الأخيرة ليست في متناول الجميع باستثناء المنخرطين بعدما تبنت مؤخرا نظام تشفير متين يصعب اختراقه، وهو تبني صادف اجتماع قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى الذي أطلق حملة ضد محاربة القرصنة الرقمية التي أضحت متفشية بهدف حماية الملكية الفكرية والإبداعية.