استبشر تلاميذ مستوى الثانوي التأهيلي القاطنون بجماعة ويسلان التي تقدر ساكنتها بأزيد من 80 ألف نسمة خيرا، وأقدامهم تطأ ثانوية تأهيلية جديدة قريبة من سكناهم أطلق عليها اسم بطل التحرير المغفور له محمد الخامس، واعتبروا تشييدها إنجازا كبيرا من شأنه إيقاف معاناتهم جراء التنقلات اليومية ، إلى مدينة مكناس، التي كان لها الأثر البالغ على حياتهم الدراسية، كما عبرت أمهاتهم وآباؤهم وأولياؤهم عن سعادتهم وهم يعاينون فتح أبواب هذه المؤسسة خلال الموسم الدراسي الجاري، خصوصا وأن الأخير تميز بكثرة الكلام عن المخطط الاستعجالي والإمكانيات المادية التي رصدتها الحكومة له، ومدى آثاره الإيجابية على المنظومة التربوية كما اعتبروا تشييدها بقرب سكناهم تخفيفا لعبء مادي أثقل كاهلهم، لكن صدمة العاملين والتلاميذ بالمؤسسة كانت أقوى مما كانوا يتصورونه، إذ بمجرد انطلاق الدراسة بها حتى انتاب الجميع نوع من الذهول وهم يعيشون مشاكل بالجملة أثرت سلبا على سيرها العادي، وجعل الاستقرار والجد والمثابرة التي شكلت حلم هؤلاء التلاميذ وبالا عليهم وعلى العاملين بها. ويمكن القول إن المخطط الاستعجالي الذي هلل له المسؤولون لم يجد بعد الطريق إلى المؤسسات وبقي مجرد كلام في كلام، ويتجلى ذلك في عدم توفر مؤسسة حديثة العهد على أبسط مقومات مدرسة حتى لا نقول ثانوية تأهيلية، إن على مستوى البنايات أو التجهيزات أو العنصر البشري. فلا مركب إداري ولا قاعة للأساتذة ولا مرافق صحية لهم ولا مختبرات مجهزة ولا نقول قاعة للإعلاميات ولا مكتبة أو خزانة أو فضاء لممارسة الأنشطة التربوية حتى لا يم اتهام التلاميذ والعاملين بالمؤسسة ب «الفشوش» . أما على مستوى التركيبة البشرية فيخجل المرء من ذكرها فلا وجود لناظر ولا ملحقين تربويين ولا مقتصد والقائمة طويلة... علما بأن عدد الموظفين الأشباح والمشبحين بإدارة الأكاديمية الجهوية لمكناس تافيلالت يفوق كل التكهنات، فالإرضاءات بدعوى التكليفات في البرنامج الاستعجالي تبقى العملة السائدة بهذه المؤسسة! وعلى الرغم من إثارة انتباه الأساتذة لهذه الوضعية عبر مراسلاتهم المتعددة للمسؤولين وعبر الوقفات الاحتجاجية المنددة باللامبالاة التي يواجهون بها، فإن رد المسؤولين لم يتجاوز حد الوعود، ليبقى الجو العام داخل فضاء الثانوية مقلقا، وحتى الأفق يظل ضبابيا بالنسبة للعاملين بالمؤسسة وتلامذتها.