كشف الصحفي الكندي ديكلان هيل في كتابه - التلاعب في عالم كرة القدم -، كيف اختلطت الأوراق في لعبة الكرة المستديرة التي انتقلت من التسلية والمتعة، إلى عالم الفساد والرشوة في دهاليز أعلى سلطة رياضية، الاتحاد الدولي لكرة القدم، وانتشر كالسرطان في الاتحادات الأهلية والأندية والمسؤولين. وأشار هيل إلى أن كرة القدم أصبحت جريمة منظمة، حيث كشف آلاف المباريات - المشبوهة - التي أقيمت على مدى الأعوام ال40 الماضية، وانتقى في النهاية 137 مباراة يعتقد أنه - من الواضح حدوث تلاعب في نتائجها - على حد تعبيره. وعن كيفية التحقق من أن هناك لاعبين يبحثون عن الخسارة لفريقهم، يقول هيل «إن من يصرخون أكثر ممن يقولون هيا هيا، هم الأكثر خطورة، يتلاعبون في نتائج المباريات بكل نعومة، يقف حارس المرمى في موضع خاطئ، المدافعون لا يساعدون بعضهم البعض، المهاجمون يبقون الكرة في حوزتهم أكثر من اللازم للسماح للمنافسين بقطعها، وهناك مزيد، فهؤلاء المهاجمون يدخلون منطقة جزاء المنافسين ثم يفقدون الكرة، ولاعبو الوسط يفعلون الأمر نفسه تقريباً، يحتفظون بالكرة في نصف ملعبهم، يمررون كرات قصيرة، أو يعيدون الكرة كثيراً إلى الدفاع». إحصائيات التلاعب ويشير هيل في كتابه إلى أن معدل الأخطاء المحتسبة يتراجع بنسبة 20 % عندما يتم شراء اللاعبين، وعندما يكون الحكم هو الفاسد، ترتفع النسبة إلى أكثر من 40 %، موضحاً أنه عند تلاعب أفراد الفريق يقل عدد البطاقات الحمراء، فلا يوجد اندفاع، وفي المباريات المشبوهة يوجد عدد أقل من الأهداف التي تسجل في المرمى الخطأ. ويتابع «في المباريات النظيفة يزيد معدل تسجيل الأهداف في ربع الساعة الأخير، في المباريات المشبوهة يقل في نفس الفترة، في مباراة تم الاتفاق على نتيجتها ينخفض معدل الأهداف بشدة في الدقائق العشرين الأخيرة، ويرتفع بشكل استثنائي في الدقائق العشر الأولى من الشوط الثاني، بالضبط بعد العودة من لقاء المدير الفني». يذكرنا هيل بخروج منتخب الجزائر ويقول «الهدف الذي فازت به ألمانيا على النمسا 1 / صفر في مونديال 1982 في إسبانيا لتخرج الجزائر من البطولة جاء في الدقيقة العاشرة، وهذا يدل على التلاعب بالنتائج. وفي لقاء الأرجنتين مع بيرو في كأس العالم 1978 بالأرجنتين، قدمت الحكومة العسكرية الحاكمة في الأرجنتين في ذلك الوقت رشوة لمنتخب بيرو القوي عبارة عن تحويل مبلغ 50 مليون دولار من البنك المركزي الأرجنتيني لدولة بيرو الفقيرة، إضافة إلى 35 طناً من القمح للشعب البيروفي الجائع، وكان مبلغ 50 مليون دولار في ذلك الوقت يساوي 500 مليون دولار حالياً، وكان الهدف من الرشوة أن تفتح البيرو شباكها لتسجل الأرجنتين على الأقل أربعة أهداف لمقابلة هولندا في المباراة النهائية، وحرمان البرازيل من ذلك، مع العلم أن حارس مرمى بيرو كيروجا ولد في الأرجنتين، لذلك فقد كان هناك أكثر من تساؤل حول اشتراكه في المؤامرة، خصوصاً أن الأرجنتين احتاجت إلى الفوز بأربعة أهداف فقط للمرور إلى النهائي، إلا أن كرم حارس بيرو تعدى كل الحدود لينتهي اللقاء بنتيجة 6 - 0، وهو ما اعتبر ضرباً من ضروب الخيال حينها، لما كان عليه المنتخب البيروفي من قوة آنذاك. ويكشف هيل أنه حصل من أحد السماسرة الآسيويين العاملين فى مجال التلاعب بمباريات كرة القدم على نتائج مباريات، قبل أن تلعب ليس فقط في بعض المسابقات المحلية، وإنما أيضاً خلال منافسات كأس العالم قبل الأخيرة في ألمانيا 2006 . ويضرب هيل مثالاً في ذلك ب«شين» الوسيط التايلندي الذي أخبره بنتيجة مباراة هانوفر وكايزرسلاوترن في البطولة الألمانية قبل أن تلعب، ليحقق المراهنون العارفون ببواطن الأمور في تايلاند وبعض الدول الآسيوية والأوروبية الملايين دون أي عناء، مؤكداً أنه حصل أيضاً خلال تواجده في بانكوك على نتائج عدد من مباريات مونديال 2006 قبل أن تلعب، خصوصاً مبارتي غانا مع كل من إيطاليا والبرازيل. ولم يكشف هيل عن اسم الوسيط الذى أعطاه نتيجة المباراتين غير أنه استشهد فى ذلك بالأداء السيىء المتراخي للمنتخب الغاني، خصوصاً ضد البرازيل فى إطار مباريات ثُمن النهائي. عن الوطن السعودية