بعد شهر من مكوث جثتها بمستودع الأموات بالديار الايطالية، إثر سقوطها ضحية مجرم إيطالي عمد إلى «اغتيالها» رميا بالرصاص تحت جنح الظلام بمدينة كانوزا دي بيليا الإيطالية، تم نقل جثمان المواطنة المغربية، لكبيرة الهيج، إلى أرض الوطن حيث تم توديعها، بعد زوال يوم الثلاثاء 31 ماي 2011، إلى مثواها الأخير بمقبرة مدينتها خنيفرة، في جو من الألم والحزن حضره عدد كبير من المواطنات والمواطنين من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية. كانت المواطنة المغربية لكبيرة الهيج قد سقطت ضحية جريمة قتل بشعة، يوم الجمعة 29 أبريل الماضي، على يد مجرم إيطالي عمد إلى إنهاء حياتها بخمس رصاصات أطلقها عليها بواسطة مسدسه من مسافة قريبة، وذلك بمدخل شقتها الواقعة على طريق فيتو روزا، حيث عثر على جثتها مضرجة في بقعة كبيرة من الدماء، وتم نقل جثتها إلى المشرحة لتشريحها، وبدأ التحقيق لمعرفة ملابسات وأسباب هذه الجريمة الرهيبة التي كان طبيعيا أن تحمل الرأي العام الإيطالي على متابعة تطوراتها منذ أن تكلف بملفها المدعي العام بمحكمة تراني جوزيبي مارالفا، وقد خلفت هذه الجريمة استنكارا واسعا وسط سكان المدينة الإيطالية التي اهتزت على وقع الحادث، وأعربوا عن تضامنهم وتعاطفهم مع أقارب الضحية والجالية المغربية، فيما حرصت عدة صحف إيطالية على نقل تفاصيل الجريمة البشعة. ووفق المعلومات التي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» عليها، فإن القاتل عُرف بسوابقه القضائية، بعد أن كان محكوما عليه بعشرين سنة سجنا، عام 1990، لإقدامه على قتل زوجته بالرصاص أمام أعين طفلته الوحيدة، وخلال فترة اعتقاله كان يخضع للعلاج النفسي بمستشفى للأمراض العقلية بمحافظة كازيرتا، ليتم الإفراج عنه دون إتمامه للعقوبة الحبسية المحكوم بها عليه، ولم يكن أي أحد يتوقع أن تكون ضحيته هذه المرة مواطنة مغربية من خنيفرة، وقد تمكنت تحقيقات الشرطة من الوصول إليه والعودة به إلى السجن، وهذه المرة قضت العدالة بالحكم عليه مدى الحياة. وتفيد مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن الجريمة وقعت خلال ساعة متأخرة من الليل، حيث عمد القاتل إلى مهاجمة ضحيته، لكبيرة الهيج، القاطنة بالطابق الأرضي، وإمطارها بعدة رصاصات من عيار 9، بصورة هستيرية رهيبة، قبل إشعار الشرطة هاتفيا بالحادث المروع، وكان بديهيا أن تتضارب الآراء والتخمينات حول ملابسات وأسباب الجريمة، إلا أن مجمل المعطيات المتطابقة أكدت أن القاتل كان على علاقة بضحيته، في استغلال أخلاقها وحسها المرهف وحاجتها للوثائق القانونية، وظل يعدها في كل مرة بالزواج قبل أن تقرر التخلي عنه إثر اكتشافها لماضيه الإجرامي، على ما يبدو، الأمر الذي دفع به إلى ارتكاب جريمته النكراء بتلك الطريقة المجنونة. المحققون وعناصر من الشرطة العلمية انتقلوا على الفور لمسرح الجريمة، وقاموا بعدة أبحاث وتحريات دقيقة، والاستماع لأقوال الجيران ومعارف الضحية، قبل الوصول إلى هوية القاتل (45 سنة)، وتم اعتقاله، في حين نقلت جثة الضحية إلى معهد جيانكارلو ديفيلا، حيث تم إخضاعها لعملية التشريح الطبي، وتبين أنها مصابة بعدة طلقات نارية، حددها المحققون في ما بين أربع وخمس رصاصات. ويشار إلى أن المواطنة المغربية، لكبيرة الهيج، البالغة من العمر 40 ربيعا، لم يمض على مغادرتها للتراب الوطني نحو الديار الإيطالية، إلا حوالي سنة وثلاثة أشهر فقط، حيث كانت تعمل بإحدى دور المسنين بمدينة كانوزا دي بيليا، ويعرفها معارفها وجيرانها بطيبوبتها ونبل أخلاقها، وكانت قيد حياتها في انتظار تسوية وضعية إقامتها بهذا البلد الأوروبي، وهو ما تحقق لكن بعد أيام قليلة من مقتلها، ولم يفت أوساطا واسعة من جاليتنا المغربية بإيطاليا الانشغال بموضوع الجريمة الرهيبة، ومطالبة العدالة بأن تتعامل مع ملف القضية بما ينبغي من الصرامة والنزاهة وعدم التمييز، والمسؤولين المغاربة أيضا بأن يولوا هذا الملف ما يستحقه من العناية والاهتمام والإنصاف، ويوجد هذا الملف حاليا بيد محام إيطالي. ويشار إلى أن هذه الجريمة تأتي في الوقت الذي لم تنته فيه شرطة مدينة ديرونيرو، التابعة لإقليم كونيو بشمال شرق إيطاليا، من تحقيقاتها في قضية مقتل شابة مغربية (فاطمة مستعد- 19 سنة)، كان قد عثر على جثتها داخل منزلها وهي مقتولة بطريقة بشعة على يد مجهول طعنها 15 طعنة بآلة حادة قبل أن يغلق باب الشقة وينصرف في صمت.