تتوالى المواسم والسنوات وتتكرر نفس الحالة بمقبرة الشهداء، في ظل انعدام وغياب الصيانة والنظافة... يتمثل ذلك في عدم تشذيب الأعشاب والشجيرات ، التي تتحول إلى عائق يصعب على الزائر خاصة من كبار السن والنساء تجاوزه بسهولة ، دون إغفال تشويه المنظر العام لهذه المقبرة العتيقة ! وضعية التدهور التي آلت إليها مقبرة الشهداء خلال السنوات القليلة الماضية، لا بد أن تُطرح معها تساؤلات كبيرة ، وقد حاولنا الاتصال بمقاطعة الصخور السوداء وعمالة عين السبع الحي المحمدي، قصد معرفة توضيحات بشأن تسيير هذه المقبرة، لكن غياب المحاورين والانتظار الطويل عبر «ستندار» العمالة ظل هو السمة البارزة! وقد أكدت لنا بعض المصادر أن مقبرة الشهداء لا تتوفر على ميزانية، ماعدا مداخيل القبور، وهي جد بسيطة، اي 40,00 درهما للقبر، والتي تحول لحساب مقاطعة الصخور السوداء، هذه الأخيرة هي التي تقوم ، في بعض المناسبات مع زيارة معينة مثلا ! بأشغال النظافة وصباغة الأرصفة بجنبات المقبرة! في السياق ذاته كان للجريدة اتصال برئيس مجموعة التعاون الجماعي للجماعات المحلية الحاج حسن عزيز، والذي أكد أن مقبرتي الغفران والرحمة، هما اللتان تتوفران على مكتب جماعي بكل مقبرة، يتكون من الرئيس ونوابه وكاتب المجلس، الى جانب الاعضاء منهم أعضاء بمجلس المدينة بالجماعات المحلية المجاورة للمقبرة، ولكل مقبرة منحة سنوية من مجلس المدينة الى جانب مداخيل البقع داخل المقابر ومصاريف الدفن التي تتجلي في أداء واجب القبر، الى جانب مداخيل «المرآب» المتواجد أمام مدخل كل مقبرة. وأضاف رئيس مجموعة التعاون الجماعي، أنه قام ، مؤخرا ، بزيارة، صحبة بعض أفراد عائلته، للترحم على أحد أقربائه المدفون بمقبرة الشهداء، ليفاجأ بتهجم بعض المنحرفين /اللصوص عليهم، الذين يجولون ويصولون داخل المقبرة دون حياء ولا احترام حُرمة المكان! هذا، وبخلاف الوضع بمقبرة الشهداء، فإن مقبرة الغفران عرفت مجهودا ملموسا على مستوى التنظيم ، من خلال تواجد الأمن الخاص، حيث يتم تنسيق المجهودات بين المحافظ، مساعده، والمكتب الجماعي المكلف بتسيير شؤون المقبرة. مقبرة الرحمة، بدورها، تشهد محاولات حثيثة للتنظيم ، من خلال الحد من دخول الغرباء إلى المقبرة ، لكن يبقى مشكل تشذيب الأعشاب وتنقية الممرات ، مطروحا بحدة، في غياب الموارد الكافية لتشغيل اليد العاملة الكافية، يقول مصدر مطلع. هذا ويأمل زوار مقبرة الشهداء، أن يلتفت المسؤولون المعنيون، بتراب مقاطعة الصخور السوداء، إلى وضعية المقبرة والعمل على اتخاذ التدابير اللازمة لجعلها تتخلص من حالة الفوضى التى عمّتها، ووضع حد للعديد من الممارسات غير اللائقة التي تصدر عن بعض المنحرفين ، الذين لا يترددون في مضايقة الزوار، خاصة من النساء!