ينتاب المرء الخجل وهو يقوم بزيارة لمقبرة الشلح العتيقة بسيدي الخدير بتراب الحي الحسني، وذلك جراء انتشار الأوساخ والأزبال بمدخل المقبرة، والحالة المتردية نتيجة غياب النظافة والحد الأدنى من العناية والاهتمام من قبل الجهات المسؤولة ، حيث أصبح من الصعب العثور على قبر أحد موتى المسلمين ممن «يرقدون» بهذه المقبرة المنسية. وقفنا على هذه الحقيقة صباح الجمعة الماضية، حيث وجدنا بعض النساء أمضين وقتا طويلا بحثا عن قبر أحد أقربائهن دون جدوى ، الأمر الذي دفعهن إلى استنكار هذه الوضعية ، التي أصبحت معها المقبرة عبارة عن مزبلة ترعى فيها البهائم وتبحث عن «الكلأ» فوق القبور مخلفة وراءها المزيد من مشاهد الخراب والإتلاف! يحدث هذا في مقبرة المسلمين ، التي كان من المفروض على مسؤولي المصالح المعنية / المسؤولة إيلاءها ما تستحق من توقير واحترام واستحضار لحرمة المكان! وضعية التردي هذه تجعل المرء يحس بألم كبير وهو يرى مقابر النصارى واليهود تشبه الحدائق، من خلال تواجد ممرات نظيفة ونباتات يتم تشذيبها وسقيها بشكل منتظم وعمال نظافة ببذلة موحدة. أثناء زيارتنا ، هذه ، صادفنا حارس مقبرة الشلح ، الذي أدلى للجريدة بنسخ من الرسائل والشكايات التي وضعها بمقر مقاطعة الحي الحسني، حيث طلب من المسؤولين التدخل العاجل لإنقاذ المقبرة والاهتمام والعناية بها، وذلك بعدما تعرض لمضايقة من طرف شابين أقدما، خلال الأسابيع الماضية، على هدم قبر والدهما، حيث منعهما من ذلك، فقاما بتسجيل شكاية به بالدائرة الأمنية المتواجدة بجانب المقبرة! كما طلب من «الجماعة» التدخل لإصلاح الإنارة، التي تعطلت منذ شهور وهو ما يسهل نشاط اللصوص والمنحرفين الذين لا يترددون في اقتحام المقبرة خلال الليل. ويعمل هذا الحارس (الموظف) بالمقبرة منذ 24 سنة، وله مسكن يفتقد لأدنى المواصفات السكنية، في غياب الواد الحار، ويؤدي فاتورة الكهرباء لليدك شهريا وتعاني زوجته من المرض ، نتيجة انتشار الحشرات والعقارب بكثرة في ظل وضعية الإهمال السائدة، واللافت أن هذا الحارس لا يستطيع حتى لقاء أو طرق باب «مسؤول المقاطعة»، حيث غالبا ما يعترض طريقه بعض الاشخاص، الذين لا يحسنون سوى إطلاق الوعود الكاذبة ! وفي السياق ذاته ، تعيش مقابر أخرى مشاكل بالجملة، كمقبرة الشهداء التي «يصعب» على المرء القيام بالزيارة دون مضايقات، في ظل وجود متسكعين، ومنحرفين ولصوص، رغم الحملات المتواصلة لأمن الحي المحمدي عين السبع، حيث بات من الضروري عودة أفراد القوات المساعدة لأداء واجبهم بمقابر المسلمين كما كان عليه الأمر في سنوات ماضية!