تبنى الاشتراكيون الفرنسيون السبت الماضي بالاجماع مشروعهم للانتخابات الرئاسية المرتقبة العام المقبل في اجواء ايجابية سادت مؤتمرهم, مع حملة هجومية شنتها السكرتيرة الاولى مارتين اوبري, وتصميم على طي صفحة خمسة عشر يوما من الزوبعة السياسية التي تسببت بها قضية دومينيك ستروس كان. وفي ختام مؤتمر الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي قرر خطته للاستحقاق الانتخابي في العام 2012, اعلنت سكرتيرته الاولى مارتين اوبري «اريد ان اوجه اليوم رسالة بسيطة وقوية الى الفرنسيين بأن الاشتراكيين جاهزون». ويتضمن المشروع الذي اطلق عليه اسم «التغيير» ثلاثين اقتراحا من اجل «اصلاح فرنسا» و»جمع الفرنسيين». وقد اقر باجماع المندوبين في تصويت برفع الايدي خلال مؤتمر للحزب شارك فيه حوالى الفي مندوب بحسب المنظمين. وقالت اوبري بلهجة حازمة لاحظها الجميع, امام المندوبين الذين التقوا في هال فريسينيه في باريس (الدائرة الثالثة عشرة)»قلت ذلك من قبل: سأتولى مسؤولياتي مع رغبة وحيدة, طموحة وبسيطة في آن, تحركني منذ ثلاث سنوات (وهي) ان يتمكن ترشيح منبثق من صفوفنا يحمل الامل المنشود من الوصول العام المقبل الى رئاسة الجمهورية». وحضر الجميع المؤتمر من ليونيل جوسبان رئيس الوزراء الاسبق الذي هزم في الانتخابات الرئاسية في 2002 والذي غاب عن المناسبات الحزبية الكبرى منذ الانتخابات التمهيدية في 2006, الى فرنسوا هولاند ولوران فابيوس وسيغولين روايال او بيار موروا وجاك لانغ. وقالت اوبري لدى وصولها «انه يوم جميل جدا لفرنسا وللفرنسيين». واضافت «انه يوم عظيم لجميع الاشتراكيين وحتى لجميع الفرنسيين». وتحدثت اوبري في خطابها عن فرنسوا ميتران والعام 1981, مشيرة الى «خارطة الطريق التي نتبعها منذ ثلاث سنوات وسنتبعها حتى العام 2012, حتى النصر, وليست بعيدة عن تلك التي رسمها اخر قبلنا». وفي الصف الاول كانت السكرتيرة الاولى للحزب الاشتراكي محاطة برئيسة منطقة بواتو-شارانت وبرتران ديلانويه رئيس بلدية باريس الذي ترك مكانه لفرنسوا هولاند الذي وصل لاحقا. ولفت رئيس بلدية باريس الى ان المرحلة ما زالت في «طور المشروع» وبعد يونيو مع بدء تقديم الترشيحات ستبدأ «المرحلة التمهيدية». فمع رفع اعلام الحزب الاشتراكي باللونين الاحمر والابيض, واحيانا الاعلام الثلاثية الالوان, وعرض شريط فيديو عن ميتران وسط التصفيق الحاد, يبدو أن هناك ارادة واضحة لمحو «المحنة الانسانية المروعة» بحسب تعبير اوبري لدى تحدثها عن قضية دومينيك ستروس كان. وبخصوص هذا الملف قالت اوبري التي لم تعلن ترشيحها بعد, انه بعد مرور خمسة عشر يوما على القضية «ما زلنا متأثرين بها», لكن ايضا من «واجب» الاشتراكيين «التركيز على المهمة التي هي على عاتقنا». واقر النائب جان كريستوف كامباديليس المقرب من ستروس كان بان «اصدقاء دومينيك حزنوا وتأثروا» لكن «لا مجال للمشاعر في المواجهة مع نيكولا ساركوزي». واضاف المسؤول الاشتراكي ان «القطعة الموسيقية هنا, والموسيقيون يعزفون (...) والاوركسترا ستكون جيدة. ستقولون لي ان قائد الاوركسترا ليس موجودا, فلنقم بما علينا في الانتظار». وقال هولاند من جهته ان «التجمع هو امر جيد دوما, لكن ذلك لا يمنع من انه سيتعين عندما يحين الوقت حسم الخيار» لانتخاب مرشح الحزب الى الانتخابات الرئاسية. واشار المرشح مانويل فالز الى «الطريق الذي تم سلوكه منذ مؤتمر» 2008. وشكر اوبري على العمل الذي تم انجازه. واعتبر السناتور جيرار كولومب رئيس بلدية ليون انه «من واجب سيغولين روايال ومارتين اوبري وفرنسوا هولاند اليوم ان يقترحوا علينا تجمعا وان يقدموا لنا مرشحا لا يخرج ضعيفا من الانتخابات التمهيدية بل يكون في موقع رابح». وراى بونوا امون من جهته في هذا المؤتمر «دورة تاتي على نهايتها» و»الجسر بين مرحلتين, اعادة بناء الحزب الاشتراكي (...) والنهوض بفرنسا». ويأتي انعقاد المؤتمر في وقت يشتد فيه التنافس مجددا داخل الحزب الاشتراكي منذ اندلاع قضية دومينيك ستروس كان, الذي كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزه في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 2012 الى ان تم توقيفه. واتهم القضاء الاميركي الوزير الفرنسي الاشتراكي السابق والمدير العام لصندوق النقد الدولي رسميا بالاعتداء الجنسي في 14 مايو على عاملة فندق في مانهاتن وفرض عليه الاقامة الجبرية في نيويورك. وما زالت استطلاعات الرأي الاخيرة ترجح فوز المرشح الاشتراكي في مواجهة الرئيس نيكولا ساركوزي في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية.