استبشرت الجماهير الرياضية خيرا بافتتاح المركبات الرياضية في العديد من المدن المغربية، وهو نفس الشعور الذي انتاب مسيرو الأندية الوطنية، خاصة وأننا على مرمى حجر من تطبيق نظام الاحتراف. فأصبحت الجماهير تحلم بمرافقة أبنائها وبعض أفراد عائلاتها، لقضاء يوم رياضي بالمركب. لكن مع كامل الأسف ماتعرفه المركبات الرياضية شيء يندى له الجبن. إن الجماهير تعيش فصولا من المعاناة، حتى قبل الدخول إلى الملاعب، وإذا أخذنا العاصمة العلمية كنمودج، فإننا سنقف على درجة الخلل التنظيمي للمباريات التي تبرمج بمركب فاس، سواء بالنسبة لمباريات الماص أو الواف. فلا يتم تخصيص أماكن لبيع التذاكر، وبالتالي التخفيف من حدة الازدحام أمام أبواب. هذه العملية (فتح أبواب محدودة) تؤدي غالبا إلى الفوضى والازدحام، فيتم التلاعب بالتذاكر «بطريقة متفق عليهامن قبل». كما أن بعض رجال الأمن والقوات المساعدة تعمد إلى تمكين الأطفال من الدخول (مقابل دراهم معدودة) أمام مسمع ومرئ الجميع. وأكثر من هذا يشهد مراكب فاس ظاهرة فريدة، حيث يتم فتح الأبواب بعد 30 دقيقة من انطلاق المقابلة (كنوع من السابطاج لفريقي العاصمة العلمية، اللذين يتخبطان في أزمة مالية خانقة)، فتتضاعف حالة الفوضى، ويعم الارتجال عملية الدخول والخروج. هذه «العملية المدبرة» تكون مربحة لبعض الأشخاص، المفترض فيهم السهر على عملية التنظيم، حيث عمولة في نهاية اللقاء. ويطرح الشارع الفاسي تساؤلا عريضا حول سبب ارتفاع عدد القاصرين بمدرجات مركب فاس، إضافة إلى دخول العديد من السيارات مملوءة بأشخاص تابعين للرئيس أو أعضاء من المكتب المسير. وكثيرا من سجلت المدرجات أرقاما هامة من الجماهير، لكن المداخيل في النهاية تكون هزيلة جدا. وفي هذا الصدد أفاد مصدر مطلع بالمغرب الفاسي، أن الطامة الكبرى هي وجود 15 ألف متفرج بالمدرجات، لكن نجد أن من أدى تذكرة الدخول لا يتجاوز 8 آلاف متفرج، إذن كيف دخل 7 آلاف متفرج، ومن استخلص أموالها!؟ ويقدر مجموع الجماهير التي تابعت مباريات المغرب الفاسي علي مدار الموسم (15 مباراة في البطولة ولقاءات كأس العرش بالإضافة إلى المنافسات الإفريقية) بحوالي 120 ألف متفرج، وهو رقم هزيل جدا، مقاربة مع الواقع، حيث نجد في بعض المباريات أكثر من 20 ألف متفرج، خاصة في اللقاءت الكبرى. أما جاره الوداد الفاسي، فيعيش وضعا أكثر سوء، حيث لا يتعدى العدد المعلن عنه، الذي يتابع لقاءاته، في أحسن الأحوال 40 ألف متفرج. وحقق المغرب الفاسي أعلى رقم خلال هذا الموسم أمام الرجاء والوداد البيضاويين، حيث بلغ مجموع المداخيل 33 مليون سنتيم، أما أضعف مدخول، فكان في لقاء الوداد الفاسي في بطولة الأمل، حيث لم يتجاوز المبلغ 400 درهم!.