أثار موضوع وكلاء أعمال الرياضيين نقاشا واسعا ومستفيضا على أثير البرنامج الرياضي الذي بتثه الإذاعة الوطنية التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يوم السبت الماضي، وهو الموضوع الذي دفع بالواصفين الرياضيين إلى التدخل بشكل تلقائي، مادام الأمر يتعلق «ببيع وشراء» اللاعبين، وكان الموضوع السالف الذكر قد شكل محور الندوة التي نظمها الاتحاد الوطني للصحافيين الرياضيين مساء الجمعة الماضي بأحد فنادق مدينة الرباط، وبمشاركة العديد من الفاعلين الرياضيين، خصوصا الذين لهم علاقة بمحور الندوة التي لقيت نجاحا كبيرا بشهادة الحاضرين أولا، وبطرح الموضوع للنقاش على أمواج الأثير ثانيا. المتدخلون من الواطفين الرياضيين سواء عبد الفتاح الحراق من مدينة آسفي، أو عادل العلوي من فاس، ورشيد جامي من الدارالبيضاء.. أجمعوا أن انتقال اللاعبين المغاربة إلى أندية خارج أرض الوطن، وتحديدا إلى اللعب بإحدى البطولات الخليجية، يطرح أكثر من علامة استفهام حول تحويل الوجهة إلى الممارسة بالخليج عوض اللعب بأحد الدوريات الأوربية. وكان عبد الهادي الناجي، رئيس الاتحاد الوطني للصحافيين الرياضيين، قد تساءل في تدخل له خلال الندوة عن مصير الضرائب وعدم تأديتها من قبل وكلاء أعمال اللاعبين لصندوق الدولة، كما تساءل في تدخله، الذي بتث الإذاعة الوطنية مقتطفا منه، عن المستفيد الأكبر من عملية الانتقال، وهذان التساؤلان مشروعان، ويرخيان بسدولهما على جميع عمليات انتقال اللاعبين إلى الممارسة خارج أرض الوطن بتوسط من أحد الوكلاء، ولسنا ندري ما إذا كانت صفقة الانتقال تخدم مصالح الوكيل أو الوسيط أكثر مما تخدم المسار الكروي للاعبين. وقد استشهد الصحفي رشيد جامي في هذا الصدد، باللاعب العلودي الذي كانت إمكاناته الكروية ترشحه للاحتراف بإحدى البطولات الأوربية، لكنه وجد نفسه بقدرة وكيل أعمال، يلعب بأحد الدوريات الخليجية، بل أضحى الآن يبحث عن رسميته داخل فريق الرجاء البيضاوي. أما الصحفي عبد الفتاح الحراق فقد تساءل عن دواعي عدم الإفصاح عن مبلغ الصفقات المالية لانتقال العديد من اللاعبين، وفي ذلك إشارة قوية إلى تمرير الملايين من تحت الطاولة. المهم في الحديث عن وكلاء اللاعبين الذين أسسوا لأنفسهم جمعية، هو إثارة الموضوع من قبل البرنامج الرياضي للإذاعة الوطنية، وهو موضوع يستدعي مساحة زمنية سواء على أمواج الإذاعة أو التلفزة للإحاطة بكل جوانبه، لكن تشكراتنا للندوة الي عملت على تعرية واقع الوسطاء، حتى لا نقول سماسرة اللاعبين. اللافت، أن انخراط الواصفين الرياضيين في موضوع إشكال الوكلاء الرياضيين بشكل تلقائي، ودون سابق تحضير يكشف الكفاءة المهنية، والتجربة الطويلة، والثقافة الرياضية الواسعة لصحفيي الإذاعة الوطنية.