1 *لم أتهيّب أبدا من التحليق في الفضاء العنكبوتي المفتوح على كل الاحتمالات بل كانت لدي رغبة في اكتشافه لأن الكتابة في حدّ ذاتها مغامرة لهذا لم أتردد ابدا في النشر الإليكتروني فبعد فترة من النشر الورقي وجدتني انشر قصائدي على شبكة الانترنيت أول قصيدة نشرتها إليكترونيا كانت سنة 2004 على موقع كيكا ، طبعا حينئذ لمست الفرق الشاسع ما بين جمهور النشر الشبكي و نظيره الورقي 2 بالنسبة للعطاء أعتقد لا علاقة له بنوعية النشر قد أكون غزيرة العطاء و أنا محصورة بين جدران النشر الورقي و العكس كذالك , لكن بالنسبة للتواصل مع المتلقي لا توجد اية مقارنة ما بين النشر الورقي و الاليكتروني هذا الأخير يمنح فرصة مذهلة للتواصل المستمر مع المتلقي فبمجرد نشر نص تأتيني عشرات الرسائل من مختلف بقاع العالم بمعنى النشر الإليكتروني سريع التلقي و يضمن لي التواصل مع قرائي الافتراضيين و الحقيقيين و أيضا يتيح لي الاطلاع على أرائهم التي من الممكن أن أستفيد منها . 3 الإنترنيت أسهم و بشكل كبير جدا في انتشار الجيل الجديد من الكُتاب العرب و طبعا انا واحدة منهم كما بلور تجربتي الكتابية من خلال قراءتي لبعض الأعمال الإبداعية المتميزة التي لولا الإنترنيت لماحصلتُ عليها و أيضا منحني إمكانية التعرّف عن قرب على أسماء لامعة في سماء الفكر و الأدب واكتسبت أصدقاء و صديقات من مختلف الجنسيات و هذا كله أغنى تجربتي مقارنة مع بعض التجارب التي بدأت تنحت أولى خطاها معي لكنها ظلت بعيدة عن هذه الوسيلة الحديثة قكان مصيرها الانكماش و لكن للتذكيرفقط الإنترنيت لا يصنع مبدعا حقيقيا فقط يُسهّل بعض الصعوبات التي تقف عائقا أمام الكتاب الشباب. 4 *لكل منهما جماليته الخاصة ، لكنني -مؤخرا- أنجذب للنص الاليكتروني أكثر لأنه يجعلني أحلّق عاليا متجاوزة مفهوم المكان و الزمان و في نفس الوقت مديونة للورق لأنه كان أول من احتضن حروفي. 5 * بالعكس أنا أرى أن الإنترنيت ساهم في مفهوم حرية المرأة بصفة عامة والكاتبة بصفة خاصة صحيح أنّ التعامل مع الإنترنيت يمنح خصوصية لكن هذه الخصوصية أراها ضد عقلية التقية ضد النظام الذكوري العربي المستبد بالكيان الأنثوي و ليس امتدادا له ، فلولا هذه الخصوصية لما أبدعت عالمي،بسرعة البرق،الخصوصية التي يمنحها الإنترنيت تعاكس بشكل ربما يكون مباشرا او غير مباشر كل مفاهيم ( التقية) التي تحكم المجتمعات العربية . 6 *أكيد النص الأدبي الرقمي مُطوّق بالكثير من التقنيات منها ما ذكرت لكني أومن أنّ النص العميق لن تمس هذه المؤثرات جوهره ،النص الجيد يتجاوزالوسيلة التي نُشر بها، كما حتميّة التغيير جعلت الكتابة تنتقل من الحجر إلى الورق هاهي الآن تجعلها تنتقل من الورق إلى الفضاء النيتي لكن هذا لا يعني أنَّ الكتابة الجيدة و العميقة ستندثر الزمن هو الحاكم و القادر على غربلة الإنتاجيات الإبداعية الراهنة و إفراز غثها من سمينها . 7 *نعم يوجد نوع من الفتورالعربي تجاه الانترنيت خاصة من طرف الجيل ما قبل الثمانيني هذا الفتور طبيعي أي ظاهرة حداثية إلا ولها معارضون،لكن ماهو ليس طبيعيا هو النقد الذي يُوجه للهفتنا الانترنيتية و الحديث عنها بسخرية ،عموما ألاحظ مؤخرا مجموعة من الأسماء التي كانت معارضة لظاهرة النشر الإليكتروني صارت تنشرعلى شبكة الانترنيت و أيضا العديد ممن كانوا ينتقدون الفيس بوك صاروا فيسبوكيين لهذا أعتقد أنَّ لا سبيل لجعل الكُتاب ينخرطون في الثورة الرقمية سوى احتياجهم لها و اقتناعهم بمسايرة العصر الذي ينتمون إليه. 8 الفيسبوك وسيلة من الوسائل التي ساهمت في انفجار الثورات العربية من المحيط الى الخليج لكنه ليس العصا السحرية التي أيقظت الشعوب من سباتها هو مجرد وسيلة استخدمها الشباب الواعي استخداما صحيحا و فعالا، فمن اضرم النار هو الشهيد محمد البوعزيزي هوالشباب العاطل هو صوت المغيّبين و المهمّشين والمقموعين وأيضا حتمية التغييرالتي طالما ظل الاستبداديون غافلين عنها هناك حقيقة يتجاهلها الكثيرون وهي مهما طال الليل لسنوات و مهما تعدد حراسه وأنصاره سيطلع الفجرشاء من شاء وأبى من أبى. 9 * عملي القادم هو ديوان طيف نبيّ سيصدر ورقيّا عن دار الغاوون بلبنان و من المحتمل أن يُنشر لاحقا اليكترونيا .