اهتز سكان حي قرطبة ورواد عروض الفروسية (التبوريدة) التي تقام على هامش الدورة السادسة للمعرض الدولي للفلاحة، على مشهد لم يسبق لهم أن عاينوه ، وذلك بإطلاق القنابل المسيلة للدموع من لدن قوات مكافحة الشغب التي كانت تطارد طلبة كلية العلوم الذين يضربون عن الدراسة منذ مدة. فبعد سلسلة الإضرابات عن الدراسة، خرج هؤلاء الطلبة في مسيرة سلمية حاشدة يوم الأربعاء جابت أهم شوارع المدينة ، وذلك بتزامن مع افتتاح المناظرة حول الفلاحة على هامش المعرض الدولي للفلاحة. لكن إذا كانت هذه التظاهرة مرت بسلام ، فإن تصميم الطلبة على الخروج إلى الشارع أول أمس الخميس من أمام المدخل الرئيسي لكلية العلوم، بالضبط أمام مكان استعراض الخيالة ( الفروسية والتبوريدة ) لم يمر كما اعتقد طلبة كلية العلوم، إذ بعدما حاصرتهم قوات الأمن للحيلولة دون وصولهم إلى فضاء المعرض الدولي للفلاحة، دخل الطلبة في مواجهة مباشرة معها ، حيث أسفرت هذه المواجهات عن إصابة أفراد من قوات التدخل السريع ومن القوات المساعدة و من المصلحة الولائية للشرطة القضائية تم نقلهم إلى مستشفى مولاي إسماعيل بعدما تلقوا الإسعافات الأولية بمستشفى محمد الخامس، كما أصيب عدد كبير من الطلبة الذين فضل الكثير منهم عدم التوجه إلى المستشفى خوفا من الاعتقال، في حين أعطيت الإسعافات الضرورية للبعض الآخر الذي غادر المستشفى. ولما عمدت قوات مكافحة الشغب مدججة بالعصي، لتفريق وملاحقة المتظاهرين، اختلط الحابل بالنابل ونال حقه من الهراوة كل من تواجد أو شاءت الصدف أن يتواجد في تلك اللحظة بحي قرطبة أو بمكان استعراض الفروسية بباب القصدير الذي اختاره المتظاهرون ملجأ لهم. وقد أسفرت الملاحقة عن اعتقال 70 طالبا وطالبة وشباب آخرين، وتجمهر ناشطون حقوقيون وسياسيون وطلبة وبعض شباب حركة 20 فبراير أمام ولاية الأمن حتى ساعة متأخرة من الليل، منددين بالتدخل العنيف لقوات الأمن ورافعين شعارات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين. وفي ساعة متأخرة من الليل ، أطلق سراح البعض بعد إخضاعهم للبحث، فيما احتفظ ب 14 طالبا و3 طالبات لتقديمهم إلى النيابة العامة بابتدائية مكناس.