عرفت جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين جدلا ومشاحنات حادة بين إدريس الراضي، عن فريق التجمع الدستوري الموحد، وبين كريم غلاب وزير التجهيز. وانطلقت تلك المشادة عندما تدخل المستشار الراضي في إطار نقطة نظام عقب جواب الوزير غلاب عن سؤال تعلق بالبنيات التحتية وبرنامج فك العزلة عن العالم القروي، حيث انتقد ادرس الراضي وزير التجهيز بسبب غياب برنامج للنهوض بالبنيات التحتية بجهة الشرارة بني حسن، واصفا غلاب بالمخلف لوعده القاضي بالاهتمام بهذه المنطقة، مشيرا إلى أن عددا من المصالح الوزارية عملت على بذل جهود للنهوض بالمنطقة، باستثناء وزارة التجهيز.. وزاد الراضي قائلا :»أنتم غائبون... واش باغين نشوفوك على زينك، وعلى زين عينيك». واتهم الوزارة بكونها تقوم بشراكات مبنية على الزبونية والمحسوبية مع الجماعات التي يسيطر عليها الاستقلاليون. واتهم الراضي الوزير كريم غلاب بتوزيع رخص المقالع ورخص النقل للمعارف، ولبعض أعضاء الحكومة. وهنا رد الوزير بحدة واعتبر أن ما تفوه به المستشار إدريس الراضي كذب، ليصيح الراضي ويخاطبه قائلا: ««أنت الكذاب وأنا أملك وثائق!؟»» فاستبد الحنق بكريم غلاب، داعيا الراضي إلى رفع شكاية و تقديم الوثائق الى وكيل الملك ان كانت موجودة، نافيا أن تكون هناك أية وثيقة تثبت مع ما جاء على لسان ادريس الراضي. وتساءل غلاب لماذا تم طرح هذا السؤال في الوقت الذي يرفض المستشار التقدم بأية شكاية، موجها كلامه لإدريس الراضي ««باراكا من لكذوب«« إلا أن ادريس الراضي، رد عليه «الكذاب هو انت» « وأمام مقاطعته من طرف المستشار أصر غلاب على متابعة كلامه، وهو ما طالب به أيضا رئيس الجلسة الذي توجه إلى إدريس الراضي راجيا منه احترام الجلسة. وندد غلاب بالسب والشتم، مطالبا ادريس الراضي بتشكيل لجنة تقصي الحقائق، إذا ما كان حديثه صادقا. وأمام هذه الملابسات، رفع الرئيس الجلسة مؤكدا أنه لا يمكن استمرارها في هذا الجو، مشددا على أنه لن يسمح بالتشويش، موجها بذلك كلامه إلى إدريس الراضي. و قد اضطر الرئيس إلى رفع الجلسة مع عرض الأمر على المكتب، مع تأجيل ما تبقى من برنامج هذه الجلسة الى الأسبوع المقبل. غير أن مشادة اندلعت مجددا بين المستشار والوزير خارج القاعة وكادت أن تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، حيث كادا أن يشابكا بالأيدي لولا تدخل بعض الوزراء والمستشارين.