انتقد الكاتب الإسباني خوان غويتيسولو، في ندوة أقيمت مؤخرا بالمجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع السفارة الإسبانية في القاهرة ضمن احتفالات المركز الثقافي الإسباني (معهد سربانتيس) بمرور 20 عاما على تأسيسه المسلسلات التلفزيونية المصرية بتخدير «ذكاء وحساسية الشعوب العربية» وتغذية خيال الفقراء والمتسولين في القاهرة بالحلم بحياة أفضل حين يشاهدون الشقق الواسعة والفراش الوثير. في جولته ببعض الأحياء الشعبية في القاهرة الفاطمية، تنتشر ورش صناعة الأثاث، يكتشف تكرار النموذج الاستهلاكي لشكل قطع الأثاث وهي «تلفزيونية من الدرجة الأولى» ولكنها تلبي حاجة نفسية لدى قطاع كبير من «المستفيدين من الانفتاح الاقتصادي المتوحش في عهد (الرئيس الأسبق أنور السادت).» ويصف مدينة القاهرة في كتابه (مقاربات لجاودي في كبادوكيا) بأنها مفرطة وقاسية رثة ورائعة «تنحل كي تعلو» ثم يعود إلى ما يسميه تشخيص حال المدينة سياسيا كما سجله الرحالة المغربي الأشهر ابن بطوطة قبل نحو 700 عام إذ قال «يستبد العسكر والشعب يئن تحت وطأة الحكم ولا يهتم الأقوياء بذلك والعجلة تدور.» ويعلق غويتيسولو متسائلا.. أيوجد شكل أفضل لتلخيص تاريخ المدينة في الخمسين سنة الأخيرة؟ ويحظى غويتيسولو الذي يعيش في مدينة مراكش المغربية باحترام الأوساط الثقافية العالمية والعربية بسبب مواقفه المناهضة للدكتاتوريات منذ عارض نظام الجنرال فرانكو في إسبانيا وأعلن العام الماضي رفضه جائزة القذافي العالمية للآداب في دورتها الأولى 2010 قبل الإعلان عن منحها له وفي مقدمة الكتاب قالت أستاذة الأدب الإسباني بجامعة عين شمس نادية جمال الدين التي راجعت الترجمة إن الهم الأكبر لغويتيسولو الذي يكتب الرواية والقصة وأدب الرحلات والمقال هو إقامة الصلات بين الحضارات.وأضافت «منح النفي لإبداع غويتيسولو عالمية وحرره من المحدودية الظرفية... التجارب السابقة لغويتيسولو جعلته.. إنسانيا عالميا بلا جنسية ولا وطن كما يذكر في روايته لسيرته الذاتية.