تأكدت «الاتحاد الاشتراكي» من نبأ وفاة تلميذة بضواحي مريرت، إقليمخنيفرة، بينما ما تزال شقيقتها، التلميذة أيضا، تعاني من أثار جروح جسدية ونفسية، ذلك بسبب سائق سيارة يكون قد امتنع عن التوقف لإنزالهما على مشارف الطريق المؤدية لبيتهما، وربما عمد إلى تغيير الاتجاه في محاولة لاختطافهما وتعريضهما لسوء، ما أصابهما بارتجاف شديد ورعب نفسي، ولم يجدا من خيار ثان غير المغامرة برمي نفسيهما من السيارة، حيث قفزت الأولى في الوقت الذي كان فيه سائق السيارة يسير بسرعة كبيرة، الأمر الذي يكون أربك السائق واضطره إلى التخفيف من السرعة لتقفز شقيقتها هي الأخرى بصورة مثيرة، وبينما أصيبت الأولى (فاطمة) بجروح خطيرة نقلت إثرها إلى أحد مستشفيات مكناس حيث لفظت أنفاسها الأخيرة، فقد تم إسعاف شقيقتها (نبيهة) التي ما تزال في حالة نفسية وصحية متدهورة للغاية، أما سائق السيارة فقد لاذ حينها بالفرار دون التوصل إلى هويته، وبعد إبلاغ مصالح الدرك عن الواقعة تم تحرير محضر في الموضوع، وما تزال التحريات جارية في كل الاتجاهات من طرف أجهزة الأمن والدرك في احتمال قوي أن يتم الوصول إلى هوية السائق بغاية الكشف عن ملابسات الحادث ومدى الطابع الإجرامي فيها. وتفيد مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن التلميذتين من بين تلاميذ البوادي والمناطق النائية الذين يطوون المسافات الطويلة والسهول والهضاب من أجل التمدرس والتعلم، في انعدام وسائل النقل، ويوم الحادث، الجمعة 1 ابريل 2011، غادرتا حجرتهما الدراسية بمجموعة مدارس بوشبل، على تراب جماعة الحمام، وفي طريق عودتهما على الطريق الرابطة بين مريرت ومكناس عبر أداروش، قامتا بمثل ما يفعله العديد من التلاميذ القرويين الذين يحلوا لهم استخدام إشارة «أوطو سطوب» على جنبات الطرقات في انتظار بعض ذوي النيات الحسنة من السائقين لتقريبهم من محيط بيوتهم أو المسالك المؤدية لها، علما أن التلميذتين تقطعان خمس كيلومترات يوميا باتجاه مدرستهما. في هذه المرة كان حظ هاتين التلميذتين المعنيتين بالأمر مصادفة شخص مجهول طلبا منه إيصالهما إلى رأس مسلك يؤدي إلى بيتهما، وحين لاحظتا تجاوز السائق للنقطة المرغوب في النزول بها، طلبتا منه التوقف إلا أن الرجل الذي أبدى أدبه في البداية عمد إلى تجاهل صرخاتهما وتوسلاتهما، الأمر الذي دفع بهما إلى الإفلات من قبضته بأية طريقة، وذلك بفتح باب السيارة والقفز منها دون أن ينبههما سنهما الصغير إلى عواقب المجازفة عندما حجب عنهما الرعب والخوف رؤية الموت، إضافة إلى طبيعة تربيتهما القروية المحدودة، وظلتا مرميتين في الخلاء إلى حين انتشار خبرهما، وإلى حدود الساعة ما يزال سائق السيارة مجهولا، وقد تم نقل إحدى الضحيتين إلى المستشفى الإقليميبخنيفرة، ومنه إلى أحد مستشفيات مكناس بالنظر لخطورة حالتها إلا أنها فارقت الحياة بعد ساعات من نقلها. وربما كُتب على مريرت أن تقع أزقتها في الحديث عن فقيه معروف بالبلدة (أ. لحسن)، تقول مصادر «الاتحاد الاشتراكي» إنه اختفى عن الأنظار في أجواء مستفهمة، وربما لم يكن اختفاؤه ليحظى باهتمام الرأي العام لولا دخول حكايته في فصل مثير للتشويق والمفاجأة الدرامية، ذلك عندما اهتز الجميع على خبر العثور على جثته بصفرو مشوهة ومقطعة دون أية توضيحات أو تفاصيل شافية، ولا حتى معرفة هوية الفاعلين، إلا أن أقارب الضحية كشفوا عن معلومات غريبة تقول بأنه طوال فترة اختفاء الرجل وقعت بعض الأحداث المثيرة، حيث اتصل مجهولون وحذروهم من مغبة الإبلاغ عن المعني بالأمر وإلا سيتم قتله، ولم يصدق أفراد الأسرة أنهم أمام قضية واقعية لم يألفوها إلا من خلال الأفلام التجارية، علما بوجود معلومة متداولة تتحدث عن سفر الضحية في «مهمة فقهية» لعلاج قريبة إحدى الأسر. ومن باب الأمل، حاولت الأسرة الاتصال بكل من يعرف الفقيه أو يتردد عليه، فأكدوا أنهم لا يعلمون عنه أي خبر، ثم سرعان ما تبدلت لهجة المجهولين الذين فوجئت بهم أسرة الفقيه وهم يتصلون هاتفيا بها ويؤكدون أنهم لن يعيدوا الفقيه المختطف قبل حصولهم علي فدية بمبلغ عشرة ملايين سنتيم يتم وضعها بمكان محدد على الطريق السيار بين مكناس وفاس، ولم يفتهم تحذير هذه الأسرة من مغبة إشعار رجال الأمن بالحكاية، إلا أن أسرة الفقيه فضلت اللجوء إلى المصالح الأمنية وأخطرتها بالواقعة، هذه المصالح التي استنفرت مخططاتها التي تكون قد فشلت أمام فطنة المجهولين الذين أسرعوا إلى لغة الانتقام بتصفية الفقيه بطريقة بشعة ومشوهة، وبعد نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات بفاس ظلت حيثيات وخفايا الواقعة ملفوفة في غموض شديد، ما فتح الباب أمام الكثير من التأويلات والتخمينات، وربما للأمر علاقة بحسابات انتقامية أو معنونة بالشعوذة. مريرت وجدت نفسها في دوامة هذه المآسي قبل أن تنتهي من تداولها لقضية تلميذ تعرض لفعل جنسي، خلال الأيام الأخيرة الماضية، وتم اعتقال المتهمين وإحالتهما على غرفة الجنايات باستئنافية مكناس، ثم قضية عاملين منجميين اعتقلا على خلفية العثور على كمية من المتفجرات بحوزة شخص بتاونات، وفي خضم هذه الأحداث الغريبة استيقظت مريرت على دوي حادثة سير مروعة، وقعت مساء الأربعاء 30 مارس 2011، في اصطدام شاحنة بسيارة مرقمة بالخارج، وأودت بحياة شخصين من مريرت، وذلك على الطريق الرابطة بين مريرت وخنيفرة، وقد لقي أحد القتيلين مصرعه في موقع الحادثة بينما الأخر فارق الحياة فور نقله للمستشفى الإقليميبخنيفرة، كما أصيب ثالث بجروح خطيرة، وآخرين جراحهما طفيفة.