عبد الحق المريني، من مواليد مدينة الرباط سنة 1934، تلقى دراسته الثانوية بثانوية مولاي يوسف بالرباط، حاز على دبلوم معهد الدراسات العليا المغربية سنة 1960، وعلى الإجازة في الآداب من كلية الآداب بالرباط سنة 1962، وعلى دبلوم الدراسات العليا من معهد الدراسات العربية والإسلامية العليا التابع لجامعة «ستراسبورغ» الفرنسية سنة 1966، كما حصل على دكتوراه الجامعة من نفس المعهد سنة 1973، وعلى دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة محمد بن عبد الله بفاس سنة 1989 وكان موضوعها « شعر الجهاد في الأدب المغربي « بإشراف الدكتور «عباس الجراري». وفي حوار أجرته «الاتحاد الشتراكي» مع عبد الحق المريني سنة 2007، يسترجع هذا الأخير لحظات التحاقه بإدارة التشريفات الملكية في عهد الجترال الراحل مولاي حفيظ العلوي . يقول المريني: «كنت عام 1965 قد غادرت على التو منصبي، كرئيس لديوان نائب كاتب الدولة في التعليم التقني وتكوين الأطر، وذلك بعد أن عرف المغرب تشكيل حكومة جديدة، فعدت إلى استئناف العمل ضمن السلك الأصلي الذي أنتسب إليه كأستاذ، حيث جرى تعييني بثانوية للاعائشة بالرباط. وبموازاة مع ذلك كنت أقدم برنامجا في التلفزة المغربية حول تاريخ الجيوش المغربية، معززا بصور وخرائط من الأرشيف، لأنني في هذه الفترة بالذات، كنت منهمكا أيضا في إعداد مادة كتابي «الجيش المغربي عبر التاريخ»، الذي صدر فيما بعد. وكان أن توقفت ضمن إحدى حلقات البرنامج التلفزي المذكور، عند كفاح الجنود المغاربة لنصرة الحلفاء، وخاصة إبان الحرب العالمية الثانية، وأظهرت بما يكفي من التوضيح والإشارات، أن هؤلاء الجنود لم يذهبوا للقتال إلى جانب جيوش دول استعمارية، وإنما هبوا لنصرة الحرية والتحرر، ولمقاومة المد الزاحف للدكتاتورية النازية والفاشية، ورغبتهما المجنونة في الإستبداد والهيمنة على العالم أجمع. ويبدو أن هذه الرسالة، التي كانت ذات دلالات قوية من الناحية السياسية، قد التقطت جيدا، وتركت شعورا بالإنصاف في حق ما قام به الضباط والجنود المغاربة في معارك الحرب العالمية الثانية ضمن جيوش الحلفاء. وهكذا تسارعت التطورات، حيث أبلغني الأستاذ أحمد بنسودة، وكان وقتئذ مديرا للإذاعة والتلفزة، بأن الجنيرال المرحوم مولاي حفيظ العلوي، وكان حينئذ مديرا للتشريفات الملكية والأوسمة، يطلبني باستعجال، فكان أن ذهبت لمقابلته، لأفاجأ بعد جلسة تعارف، أنه يقترح علي الالتحاق للعمل بإدارة التشريفات الملكية والأوسمة، فكان ذلك هو بداية عملي بالقصر الملكي، ومعه بدأت تجربة جديدة في حياتي ومساري، منحتها الوفاء والإخلاص والثبات وتقدير المسؤولية، ومنحتني هي بدورها من الخبرة والتجربة والمعارف الجديدة، فوق ما كنت أتصور. إنها مدرستي الحقيقية. ولله الحمد على كل حال». ولعل ما منح لذلك المنصب ذلك البعد التواصلي والديبلوماسي أكثر، في عهد الأستاذ المريني، نزوعه الفكري الأدبي والإنساني، وهو القادم أصلا من عائلة سلاوية كان الوالد فيها يتحمل مسؤولية ناظر أوقاف الرباط وسلا، بما كان لتلك المهمة من دور كبير في القرب من «دار المخزن». حياة عبد الحق المريني كانت أيضا حافلة بالعديد من الإبداعات الأدبية والأبحاث من جملتها: «قضايا مغربية بين الأخذ والرد» (2006)، و»قضايا ووجوه نظرات وتأملات» (2007)، وكتاب «دليل المرأة المغربية» في ثلاثة أجزاء، وبحث «مسيرة المرأة المغربية من الاستقلال إلى الآن» تم فيه جرد أعمال أكثر من 5000 امرأة مغربية سنة 1991، وكتاب «شعر الجهاد في الأدب المغربي» (جزآن) طبع بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سنة 1996، وكتاب «الجيش المغربي عبر التاريخ» سنة 1968 (خمس طبعات)، كما صدر في طبعة جديدة ومنقحة سنة 1997 مع ترجمة للكتاب بالفرنسية سنة 2000، وكتاب «الشاي في الأدب المغربي» (سلسلة شراع عدد 57- 1999)، كما أنجز كتاب «محمد الخامس دراسات وشهادات»، وديوان «الحسنيات» في ثلاثة أجزاء، وكتاب «جلالة الملك الحسن الثاني الإنسان والملك»، وكتاب «قال جلالة الملك الحسن الثاني» في ثلاثة أجزاء، وكتاب «مدخل إلى تاريخ المغرب الحديث من عهد الحسن الأول إلى عهد الحسن الثاني»، وكتاب «مجموعة الخطب الملكية والرسائل المولوية والأوامر اليومية الموجهة إلى وحدات القوات المسلحة الملكية» في ثلاثة أجزاء......