أعلن وزير الخارجية المغربي الفاسي الفهري أن هناك اتصالات بين المغرب وبين المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا. وقال الفاسي الفهري، في تصريح عقب لقاء مع وزير خارجية فرنسا، ألان جوبيه، لدى سؤاله عن إمكانية اعتراف المغرب بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة الليبية، على غرار ما فعلت فرنسا وقطر، اعلن الفهري أن «الاتصالات جارية مع المجلس»، مضيفا « «برأينا إن خطاب المجلس الوطني متعقل ومطمئن»». ومعلوم أن هذا المجلس تأسس بمدينة بنغازي قبل حوالي شهر بين أطراف ومكونات المعارضة الليبية، ويترأسه وزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل. وقد صرح وزير الشؤون الخارجية الطيب الفاسي الفهري أن المغرب «أخذ علما بقرار انتقال القيادة والتنسيق الى الحلف الاطلسي» بشأن العمليات العسكرية المتعلقة بإقرار منطقة حظر جوي على ليبيا، وحماية المدنيين بهذا البلد المغاربي الذي تقوم فيه كتائب العقيد معمر القذافي بهجمات على عدد من المدن التي أعلنت الثورة في وجه نظامه . وذكر الفهري بأن «العلاقة بين المغرب والحلف (...) تعود الى ما قبل »انهيار جدار برلين. ومعلوم أن الرباط حضرت اجتماعات باريس ولندن المتعلقة بتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الذي يحمل رقم 1973 المتعلق بليبيا . وكان الاجتماع الاول تحضيريا للعمليات العسكرية التي شرعت في القيام بها طائرات وبوارج كل من الولاياتالمتحدةالامريكيةوفرنسا وبريطانيا وإيطاليا . أما الاجتماع الثاني، فكان تقييميا لنتائج هذه العمليات التي كانت لها قيادة تنسيقية بين قوات الائتلاف الدولي قبل أن تؤول الى الحلف الاطلسي . وجاءت تصريحات الوزير المغربي عقب اجتماعه أول أمس بباريس بنظيره الفرنسي ألان جوبي حيث أشاد الوزيران إثر محادثاتهما بالعلاقات الوثيقة» بين بلديهما. وفي معرض تطرقه إلى الأوضاع في العالم العربي، أشار الطيب الفاسي إلى أنه رغم التحديات والمشاكل المتشابهة التي تواجهها هذه المنطقة، فإن هذه الأخيرة ليست متجانسة ولا تشكل وحدة قائمة بذاتها على الصعيد السياسي، حيث أن كل نظام لا يشبه الآخر. وفي تحليله لاختلاف البيئات العربية على ضوء التطورات الحالية التي انطلقت من خلال ما يعرف بحركة« اليقظة العربية»، دعا الوزير المجتمع الدولي إلى ضمان المواكبة الضرورية لنجاح هذه الحركة التي وصفها بالمهمة والواعدة. وفي هذا الإطار، ذكر الوزير بدعم الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة والبنك الدولي والبنك الاوروبي لعملية اعادة الإعمار والتنمية لعدد من الدول الأوروبية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، مشددا بالخصوص على «ضرورة إقامة سياسة جديدة للجوار أكثر توازنا» من قبل الاتحاد الأوروبي تجاه دول جنوب المتوسط، في شكل مساعدات إضافية، وولوج أفضل للسوق الأوربي من أجل ضمان نجاح وتطور « المسلسل الديموقراطي» بهذه الدول. كما دعا الفاسي الفهري إلى تقديم دعم ضروري بهدف مساعدة التحول نحو «عالم عربي أفضل على الصعيد الديموقراطي». وقال جوبيه» «لقد ذكرت بمدى تقديرنا لتصميم الشعب والسلطات المغربية على التقدم نحو ديموقراطية سلمية وفق نموذجهم الخاص»، وذلك بعد ان اعتبر خطاب الملك محمد السادس عظيما ومسؤولا وشجاعا». من جهة أخرى قال عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب في مؤتمر صحفي أول أمس الثلاثاء إنه لا توجد أصول ليبية في المغرب. وقال للصحفيين ردا على سؤال بشأن علاقات المغرب بليبيا «إن ليبيا ليس لها أي أصول في المغرب، وان المغرب لم يتلق أية طلبات من أي جهة لتجميد أية أصول». وقال الجواهري إن هناك فرقا بين الاستثمارات الاجنبية الليبية في المغرب والأصول الحكومية.