بكثير من الدهشة والاستغراب يتساءل العديد من ساكنة القصر الكبير عن مشاريع أهدرت بشأنها المئات من الملايين، إلا أنها ما زالت وقف التنفيذ، مما يعيد إلى الأذهان أسطوانة صرف الأموال الطائلة بدون منفعة اللهم المنفعة الشخصية. وفي هذا الإطار، يسجل المواطنون الكثير من المشاريع التي تمت برمجتها في إطار التهيئة العمرانية للمدينة إلا أنها -و للأسف- لم يكتب لها النجاح لأسباب غامضة رغم ما صرف في شأنها من ميزانيات ضخمة ليبقى التساؤل محيرا حول من يقف وراء فشلها. ولعل قنطرة سيدي الكامل نمودخ صارخ لإهدار المال العام بالمدينة، حيث الأشغال توقفت بها أكثر من سنة دون إخبار الرأي العام المحلي عن دواعي هذا التوقف المفاجئ في الوقت الذي كان المواطنون ينتظرون بفارغ الصبر نجاح هذا المشروع لما كان سيلعبه من دور رئيسي في التخفيف من حركة المرور التي يعرفها شارع 20 غشت الضيق من ازدحام خاصة في فترات الأعياد والعطل. كل المؤشرات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن القصر الكبير لم تعد تلك المدينة المترابطة بمكوناتها الترابية، بل أصبحت أشكال هندسية متناثرة، حيث تستفيق الساكنة كل صباح على معاول الحفر والهدم في انتظار الذي سينجز ولا ينجز .هناك العديد من المشاريع التنموية الهامة يترقب الناس ترجمتها إلى أرض الواقع كتهيئة الشوارع وفتح الطروقات وتهيئة مداخل المدينة وتأهيل المجال الحضري والاهتمام بالمجال الأخضر... كلها أوراش لم ينجز منها إلا القليل لأسباب لا يعلمها إلا الساهرون على شأن البلاد والعباد. إنها -إجمالا- لوحة حزينة وصادمة لمكونات المجتمع القصري الذي يعاني من مختلف مظاهر العجز والإقصاء والتهميش. فالكل هنا يستنكر الوضعية المأساوية التي تعيشها المدينة، الشيء الذي يدعو إلى تدخل حازم وصارم لمحاربة كل أشكال التخلف رأفة بهذه الساكنة التي عانت الكثير وهاهي الآن ما تزال تعاني في ظل ظروف يمكن وصفها بالصعبة اقتصاديا واجتماعيا وحضاريا.