تمكنت يوم الاثنين الماضي 2011-03-21 فرقة من الضابطة القضائية التابعة للدرك الملكي بمدينة الفقيه بن صالح، وبتنسيق مع القيادة الجهوية بالدرك الملكي، من إيقاف شاحنة مجهزة بآليات التبريد مملوكة لإحدى الشركات المتواجدة بالدارالبيضاء «CASAVIANDE» حسب ما هو مثبت في الورقة الرمادية، وهي محملة بحوالي طنين من اللحوم الحمراء منزوعة العظام وفاسدة حسب المعاينة البيطرية من طرف الطبيب المختص بعد حشوها بصناديق بلاستيكية علمنا أن عملية الذبح السري ونقل اللحوم في اتجاه مدينة الدارالبيضاء والمحمدية كانت تتم منذ مدة بإحدى الإصطبلات السرية التي تنقل إليها الأبقار التي توجد في وضعية رفض بيطري (أي مريضة)، وأحيانا الأبقار النافقة والمحتضرة ، حيث يتم الإجهاز عليها بدل ذبحها وتحويلها إلى كتل لحمية قابلة للطحن والتلفيف، وإنتاج النقانق وأشياء أخرى لا يعلمها إلا متسلمو هذه البضاعة وبثمن لا يتجاوز 25 درهما أو أقل للكيلوغرام ،حسب ما تسرب إلينا من معلومات. وتعود وقائع هذه القضية إلى حوالي ثلاثة أشهر أو أكثر عندما قام بعض المواطنين من الدوار المذكور بالإبلاغ عن وجود هذا الإسطبل بل هذه المجزرة السرية بالدوار، وذلك لما تلحق بهم من أضرار بيئية ناتجة عن بقايا ودماء الذبائح المتعفنة، إضافة إلى تخوفهم من نقل الأمراض المعدية التي قد تصيب أبقارهم وأغنامهم، حيث قامت السلطات الأمنية بعملية ترصد ومراقبة لمكان الذبيحة السرية. عمليةالتحري كانت تقوم بها كذلك عناصر من الضابطة القضائية التابعة للأمن الولائي ببني ملال. وبعد العديد من الكمائن، تمكنت عناصر الدرك من اعتقال الجناة بعد وضع المكان تحت الحراسة والمراقبة الدائمين، وذلك راجع ليقظة المتهمين باستعمالهم لعدة شاحنات للتبريد، وكذلك سيارات نقل الأبقار المختلفة إضافة لاعتمادهم على أساليب التستر والتضليل من خلال قيامهم بهذه الأفعال ليلا مع تغيير نوع الشاحنة المستعملة في نقل اللحوم في كل مرة. وتضيف نفس المصادر أن الدرك الملكي وبعد إيقافه لكل من المتهم (أ.م.) صاحب الإسطبل، وكذا سائق الشاحنة (م.م.) ، أفاد هذا الاخير المحققين بمعلومات عن المزود المكلف (ع.ص.) والذي يعتقد أنه مسؤول بإحدى الشركات بالدارالبيضاء، ولم يتمكن المحققون من الاستماع إليه لبعض الأسباب... كما تم الاستماع إلى اثنين من العمال الفلاحيين يساعدان في عملية النقل والشحن. وقد تم تقديم الأشخاص الأربعة المتهمين إلى وكيل الملك بالمحكمة بابتدائية الفقيه بن صالح أول أمس الأربعاء 23 مارس الجاري بعد استكمال البحث التمهيدي، وهم في حالة اعتقال ليتم إطلاق سراح العاملين وإبقاء المتهمين الآخرين رهن الاعتقال. وقد حظيت هذه القضية في تداولها وفي ملابساتها أثناء البحث مع المتهمين بنوع من السرية، مما يزكي فرضيات تورط أشخاص آخرين، وقد يتعلق الأمر بشبكة لإنتاج وتوزيع اللحوم بشكل سري يتم تزويد شركات وفنادق كبرى بها، وحتى مراكز تجارية كبرى، وحده التحقيق أو الأيام ستكشف عن أسرار ومفاجآت تندرج ضمن «وما خفي كان أعظم». يذكر أن العديد من القرى والدواوير النائية بجهة تادلة أزيلال تعرف انتشارا لافتا للذبيحة السرية، مما يجعل الأطنان من اللحوم الفاسدة ومجهولة المصدر تأخذ طريقها نحو الأسواق المحلية والوطنية في غفلة من لجن المراقبة الصحية ومحاربة الغش.