على إثر المحادثات التي أجراها نائب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي فتح الله ولعلو مع إلينا فلنسيانو، مسؤولة السياسة الدولية والتعاون بالحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بمناسبة انعقاد مجلس الأممية الاشتراكية في شهر نونبر المنصرم بباريس، ومن أجل إعطاء نفس جديد لعلاقات التعاون بين الحزبين الصديقين، قام وفد من لجنة العلاقات الخارجية للاتحاد الاشتراكي يتكون من عبد الرحمان العمراني ومحمد بنعبد القادر، بمهمة حزبية إلى مدريد يومي6 و7مارس الجاري، عقدا خلالها عدة جلسات عمل مع مسؤولين في هيئات الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني. وقد استقبل الوفد الاتحادي بمقر الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بمدريد خوسي أنطونيو إسبيخو، منسق السكرتارية الفيدرالية للسياسة الدولية والتعاون، مرفوقا بالمقررة العامة للسكرتارية، حيث عقد الجانبان مباحثات معمقة تناولت عدة قضايا تخص العلاقات الثنائية بين الحزبين والبلدين. في البداية قدم المسؤول الاشتراكي الإسباني نظرة شاملة عن المكانة الأساسية التي تحتلها السكرتارية الفيدرالية للسياسة الدولية والتعاون ضمن أجهزة الحزب، وأسلوب اشتغالها ونوعية أنشطتها، على اعتبار أن السياسة الدولية كانت تشكل دائما أولوية استراتيجية في إطار المشروع المجتمعي للحزب باعتباره منظمة سياسية تنهل من روافد أممية عريقة، موضحا أن السكرتارية تنخرط حاليا بقوة في مسار تعزيز علاقات التعاون بين المغرب وإسبانيا من خلال السعي نحو إقرار أقصى درجات التواصل والتعاون مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. في هذا السياق اتفق الجانبان على أن المدخل الأساسي لترسيخ آليات العمل المشترك بين الاشتراكيين المغاربة والإسبان هو مدخل الحوار الصريح والمعمق حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وهو الحوار الذي ينبغي أن يؤسس لمرحلة جديدة لعلاقات التعاون بين الحزبين، على أن يكون هذا التعاون: * مؤسساتيا: عبر برامج للعمل المشترك وآليات للتنفيذ والمتابعة * مستداما: يتجاوز المناسبات الظرفية لينخرط في المنظور الاستراتيجي * استشرافيا: يعبئ الطاقات المشتركة لاستشراف عوامل التوتر والتأزيم قبل حدوثها * متنوعا: يشمل مختلف الهيآت والمؤسسات الحزبية كالفرق البرلمانية والتنظيمات الشبابية واللجن الموضوعاتية. في ضوء هذا التصور خلص الاجتماع إلى وضع مشروع برنامج العمل السنوي المشترك من أجل عرضه على قيادتي الحزبين. بعد ذلك استقبلت إيلينا فلنسيانو، عضو اللجنة الفيدرالية التنفيذية للحزب مسؤولة السياسة الدولية والتعاون، الوفد الاتحادي الذي أطلعها على نتائج الدورة الأخيرة للمجلس الوطني للحزب، وخاصة الجهود التي يواصلها الاتحاديون لتفعيل الإصلاح الدستوري والسياسي الهادف إلى ترسيخ الديمقراطية وبناء دولة الحق والقانون. ومن جانبها جددت المسؤولة الاشتراكية الإسبانية التأكيد على الإرادة الثابتة للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني من أجل إعطاء نفس جديد لعلاقته بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لما فيه مصلحة الشعبين المغربي والإسباني. وختم الوفد الاتحادي مهمته الحزبية بعقد لقاء مع المدير العام لمؤسسة أفكار، كارلوس مولاس، الذي قدم بحضور المنسق الفيدرالي للسياسة الدولية للحزب، نظرة مستفيضة عن المؤسسة وبرامج أنشطتها الوطنية والدولية، معبرا عن استعداده للمساهمة في تنشيط الفعاليات الفكرية المبرمجة في إطار العمل المشترك بين الحزبين، وكذا لوضع خبرة وكفاءات مؤسسة أفكار رهن إشارة مؤسسات البحث والتأطير التابعة للاتحاد الاشتراكي.