دموع، زغاريد، وضحك طبع وجوه عدد من النساء اللائي اختارت السكرتارية الوطنية للفضاء الحداثي للتنمية والتعايش أن تكرمهن وتحتفي بهن ، بتنسيق مع مقاطعة مرس السلطان، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للنساء، وهو الحفل التكريمي الذي احتضنت فعالياته الخزانة البلدية لمرس السلطان الكائنة بشارع لامارتين مؤخرا. لحظة إنسانية قوية بامتياز جعلت من الدفء والمشاعر الجياشة العنوان الأبرز لهذه التظاهرة التي اعتبرها الحاضرون والمحتفى بهن وذويهن استثنائية بكل المقاييس، نظرا للفئة التي تم الالتفات إليها والتي تشكل السواد الأعظم من عدد المكرمات الثمانية، إذ منهن موظفات سيحلن على التقاعد في وقت قريب ويشتغلن بمصالح إدارية مختلفة، وأخريات أفنين عمرهن في الإدارة في رتب إدارية بسيطة ولم يكن ذلك ليثنيهن عن أداء رسالتهن المهنية. نساء يشتغلن إما بالكتابة الإدارية أو بالشؤون الاجتماعية والمصلحة الاقتصادية وبقطاع النظافة، فضلا عن الأستاذة سعاد البكدوري والشاعرة فاطمة الزهراء أبوالعيون، اللائي شكلن طبقا منقوشا عبارة عن فسيفساء إنسانية محضة. حضرت المكرمات وحضر رفاقهم من الجنسين إناثا وذكورا في درب الحياة وزملاؤهم في العمل، الذين تناول عدد منهم الكلمة لتقديم شهادة في حق إحدى المحتفى بهن، كلمات وشهادات جاءت صادقة من خلال خصال وشيم ومكارم أخلاق وتفان في العمل يميز المكرمات، قبل ان يتناولن بدورهن الكلمة للتعبير عن أحاسيسهن خلال تلك اللحظة التي كانت عصية عن الوصف والتعبير، والتي تفوق قوتها قيمة الهدايا التي منحت لهن تعبيرا عن التقدير والوفاء. فقرات حفل التكريم شهدت تقديم مساهمات فنية تنوعت ما بين اللون الشبابي وما بين الغناء الكلاسيكي عبر العزف على آلة العود والتي أبدعت في تقديمها مريم أستاذة مادة الاجتماعيات بالثانوية التأهيلية الطيب الخمال، التي أبت إلا أن تترك بصمتها الخاصة على فقرات هذا الحفل، والتي قدمت أغاني شهيرة من الريبرتوار الكلاسيكي ومن بينها أغنية «يا ست الحبايب يا حبيبة» للفنانة نجاة الصغيرة، التي تفاعل معها الحضور ولم يقو أحد على كبح الدموع من أن تنهمر من مقلتيه. لينفض بعد ذلك هذا اللقاء الذي خلف صدى طيبا في نفوس الحاضرين وبين أوساط فعاليات المنطقة على إيقاع العناق الحار وتبادل للقبل وكلمات الثناء والإطراء والشكر.