عرف إقليمسيدي قاسم منذ سنة 2007 تجربة فريدة في مجال النقل المدرسي العمومي، تجربة جسدت التكامل بين دور المجتمع المدني في دعم المؤسسات العمومية في مجال التربية والتعليم والتكوين. لقد اجتمع في البداية عدد من قدماء تلاميذ مدرسة عبد الواحد المراكشي للتنمية والبيئة بالشبانات - سيدي قاسم، وأسسوا إطارا جمعويا للإسهام في تحسين الخدمات التعليمية وتنمية البيئة داخل المدرسة التي احتضنتهم وهو صغارا. هكذا، وبتنسيق مع النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالإقليم، قاموا بمبادرة حصلوا من خلالها على حافلة للنقل المدرسي مهداة من طرف جمعية فرنسية قصد القيام بتجربة النقل المدرسي العمومي لفائدة التلميذات والتلاميذ المنحدرين من جماعة الشبانات التي تبعد عن مدينة سيدي قاسم بحوالي 15 كلم. وبعد قيام الجريدة بزيارة ميدانية صحبة بعض الأطر التربوية، صاحبة المشروع، تم الوقوف عن قرب على أهمية الخدمات المقدمة ورمزيتها. وفي هذا الصدد، عبر لنا أحد قياديي هذا المشروع أنه منذ أن أسسوا جمعية تنمية النقل المدرسي العمومي الشبانات سيدي قاسم، وهم يجتهدون لتوسيع المجال الترابي لتدخلاتهم والبحث عن شركاء جدد وذلك من أجل تقوية تنظيمهم الجمعوي والرفع من عدد المستفيدين وجودة الخدمات. ونتيجة لتضافر الجهود بين الشركاء ( جمعية تنمية النقل المدرسي العمومي الشبانات- سيدي قاسم، النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية سيدي قاسم، جمعية قدماء تلاميذ مدرسة عبد الواحد المراكشي للتنمية والبيئة الشبانات، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الغرب الشراردة بني حسن، الجماعة القروية للشبانات، جمعية الآباء والأمهات بالمؤسسات المتواجدة بجماعة الشبانات والجماعات الأخرى المستهدفة، والتعاون الوطني ( الإعفاء الجمركي)، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية)، ارتفع عدد المستفيدين من 87 في مارس 2007 (6 فتيات فقط)، إلى 117 في شتنبر من نفس السنة (27 فتاة)، إلى 181 في شتنبر 2008 (52 فتاة)، إلى 196 في شتنبر 2009 (66 فتاة)، ثم إلى 210 (78 فتاة) سنة 2010 . لقد تمكنوا بهذه المجهودات من تمكين التلاميذ من الالتحاق بالتعليم الإعدادي والثانوي، والحد من نسبة التأخيرات عن مواعيد الدراسة والغياب، ومن المساهمة في محاربة ظاهرة الانقطاع عن الدراسة وخاصة بالنسبة للحاصلين على شهادة التعليم الابتدائي، وفي دعم متابعة الدراسة بالإعدادي والثانوي لفائدة الفتاة القروية، وفي تنمية الأنشطة الموازية ( تنظيم الرحلات، والمسابقات الرياضية والثقافية بين المدارس،...)، وفي محاربة ظاهرة الهدر المدرسي،...إلخ. ونتيجة للإقبال على هذا النوع من الخدمات والحصيلة المشجعة التي حققها هذا المشروع، تم اقتناء حافلة ثانية بشراكة مع جمعية السلام الفرنسية حيث أصبح تراب جماعة الشبانات يتوفر على حافلتين للنقل المدرسي، الأمر الذي دفع النخب المؤسسة إلى التفكير في خلق جمعيات أخرى في تراب الإقليم وتشبيكها في إطار فدرالية جمعيات تنمية النقل المدرسي العمومي بإقليمسيدي قاسم، حيث حرصت هذه النخب بتنسيق مع المؤسسات المختصة والداعمة السالفة الذكر ، على ضمان تفعيل المادة 12 من مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين والذي يهدف إلى «تحقيق مبدأ المساواة بين المواطنين وتكافؤ الفرص أمامهم، وحق الجميع في التعليم، إناثا وذكورا، سواء في البوادي أو الحواضر، طبقا لما يكفله الدستور». هكذا، وبتعاون مع الجماعات المحلية، أصبح الإقليم يتوفر على 12 حافلة من الحجم الكبير إضافة إلى حافلات وزارة التربية الوطنية، وشملت الاستفادة تراب الجماعات التالية: الشبانات، وتكنة، وباب تيوكة، وبئر الطالب، وصفصاف، وجماعة عين الدفالي، والمجاعرة، والحوافات، وازغيرة. كما تمت برمجة توسيع مجال عمل الفيدرالية ليشمل تراب كل من جماعتي سيدي الكامل وسلفات. وقد مكن هذا التوسيع من الرفع من عدد المستفيدين الذي وصل إلى 585 (276 فتاة)، ومن مستوى تنظيم الأنشطة الرياضية المختلفة والثقافية والتعليمية في تراب الجماعات المستفيدة. وبخصوص الإكراهات المعيقة لمجهودات الفيدرالية والجمعيات المنضوية تحتها للرفع من مردودية هذا المشروع، أثار أحد الأطر الجمعوية القيادية كون كل الصعوبات الأساسية التي تم الوقوف عليها مرتبطة بالجانب المالي، أي قلة الإمكانيات وضعف مساهمة الجماعات المحلية في الصيانة، وفي دعم المستفيدين المعوزين، وفي تشغيل سائقين محترفين، وفي تأمين الحافلات والتلاميذ إبان الرحلات. كما تم التعبير عن الحاجة إلى طاقم مؤهل وكفء ومتفرغ لتدبير المشروع، وتخصيص مرآب لحماية الحافلات أثناء العطل المدرسية. وأكدوا لنا في الأخير أن الاهتمام الذي عبرت عنه السلطات الإقليمية بشأن هذا المشروع وتنميته يعتبر مؤشرا جد إيجابي سيساعد الأطر الجمعوية على مضاعفة المجهودات لتقوية الجانب التنظيمي والرفع من جودة التدبير والخدمات الممنوحة.