يتسبب الإمساك للشخص المصاب به بضجر ومعاناة حقيقية، خاصة حين يكون الأمر مزمنا، مما يجعل المريض يعيش صعوبة في تقبل الوضع والتعايش معه. ويعرف الإمساك المزمن، بالنقص في وتيرة التبرز، بأقل من ثلاثة مرات في الأسبوع خلال 12 أسبوع لمدة سنة، بالإضافة إلى الإحساس بالانسداد الشرجي أو بالإعفاء غير المكتمل، أو حين يكون البراز صلبا ويبذل معه المريض جهدا ملحوظا. ولا يشكّل الإمساك، بحدّ ذاته مرضا، إنما هو مؤشر على حالة سريرية معينة. وتشير الإحصائيات إلى أن 16 في المئة من الأشخاص البالغين، وثلث الأشخاص الذين يفوق سنهم 60 سنة، هم يعانون من الإمساك . وتتمثل الأعراض الأكثر إزعاجا للمريض في الحاجة إلى بذل جهد خاص في التغوط، والشعور بأن هذه العملية الطبيعية والبيولوجية هي ناقصة غير كاملة، وفي انخفاض وتيرثها، إضافة إلى البراز الصلب. وتعرف ظاهرة الإمساك انتشارا واسعا بين النساء أكثر من الرجال، كما يزداد شيوعها مع التقدم في السن. وضع يحيلنا للحديث عن الألياف الغذائية التي لها أهمية بالغة في علاج الإمساك، وتقدّر الكمية اليومية التي يوصي المتخصصون بتناولها بما بين 25 و 30 غراما في اليوم. هذه الألياف ترفع منسوب الوزن، الحجم، المياه والجراثيم في البراز، مما يؤدي إلى تقليص وقت العبور في الأمعاء. ويوصى بتناول مركبات غذائية تحتوي على الحبوب والفواكه الغنية بالألياف. وتتوزع الألياف الغذائية بين الألياف الغذائية القابلة للذوبان، وغير قابلة للذوبان. ويؤكد المتخصصون أنه يجب الرفع من تناول الألياف الغذائية بخمس غرامات في اليوم على امتداد الفترة ما بين ثمانية وعشرة أيام، بشكل تدريجي. ويبلغ الاستهلاك المثالي للألياف الغذائية عند الشخص المصاب بالإمساك مابين 15 و 40 غرام في اليوم، كما يجب شرب الماء بشكل كاف لتمكين الألياف الغذائية من تنظيم العبور المعوي والرفع من حجم البراز، بالإضافة إلى النشاط الرياضي المستمر، مع تنظيم أوقات الذهاب إلى المرحاض. وجدير بالذكر أن الإمساك الوظيفي هو يشكّل 90 في المئة من حالات الإمساك المزمن، ويمكن في بعض الحالات أن صاحب بفقر الدم، والنزف المستقيمي، والهزال والنحافة، وقد يترتّب عنه الإمساك الذي لا يستجيب للعلاج.