د. خمايسي: "الإمساك مشكلة شائعة يمكن أن تزداد حدّتها خلال الصوم. من المفضل أن يتبع الصائمون نظاما غذائيا خاصا خلال شهر رمضان المبارك، كما بإمكانهم استخدام مستحضرات تسمى بالملينات أو المسهلات، وتعمل على تنشيط الأمعاء والحفاظ على نسبة ماء أكبر داخل البراز، أو الحصول عليها من خلال تناول التمور والفواكه المجففة" يعتبر الإمساك احد المشاكل العامة والمنتشرة التي يصادفها كل واحد منا خلال حياته. يتميز الإمساك بصعوبة وخلل في عملية إخراج الفضلات من الجسم بصورة طبيعية. بينما تعود أسبابه الشائعة – بالأساس - إلى أنماط التغذية غير الصحيحة، وخصوصا نقص كمية السوائل في الجسم. تشير المعطيات إلى ازدياد حالات الإمساك لدى الصائمين والصائمات خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بسبب التغييرات التي تطرأ على نمط تناول الطعام، والتباعد الزمني بين الوجبات المختلفة، ناهيك طبعا عن نقص السوائل في الجسم. تحدث الدكتور إياد خمايسي، المختص بأمراض الجهاز الهضمي والكبد، والذي يعمل في مستشفى "رمبام" وفي مستشفى الناصرة – الإنجليزي. ن مشكلة الإمساك بشكل عام، ولماذا تزداد حدتها خلال شهر رمضان. أولا: ما هو الإمساك؟ ولماذا نصاب به؟ د. خمايسي: "يتم تعريف الإمساك على أنه إخراج الفضلات من الجسم (البُراز) أقل من ثلاث مرات خلال الأسبوع الواحد. وعندما يكون الشخص مصابا بالإمساك، فإن برازه غالبا ما يكون صلبا وجافا. فضلا عن ذلك، قد يجد بعض المصابين بالإمساك صعوبة في عملية الإخراج. كذلك، فإنهم غالبا ما يشعرون بحالة من الانتفاخ مصحوبة بضيق أو ألم عند التبرز. أحد الأسباب الشائعة للإمساك هو عدم وجود نسبة كافية من الماء في البراز . وهذا الأمر عادة ما يحدث بسبب عدم وجود كمية كافية من العناصر التي تحافظ على الماء داخل الأمعاء في الطعام الذي يتناوله الشخص، مثل الألياف الغذائية، أو لأنّ البراز يمكث لوقت طويل داخل المستقيم (الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة)، فيسمح للأمعاء بامتصاص معظم كمية الماء الموجود في الفضلات (البراز)، فيتحول البراز إلى براز جاف وقاسٍ". وتابع د. خمايسي حديثه قائلا: "بشكل عام، هنالك سببان أساسيان لحصول حالات الإمساك. السبب الأول عضوي، وهو نادر، بينما السبب الثاني هو سبب وظيفي، وهو الأكثر انتشارا: تنحصر الأسباب العضوية في ضيق أو انسداد ما في القولون وأنبوبه (بسبب أورام حميدة أو خبيثة)، ضيق في الأمعاء، ورم في القولون، اعتلال في الشرج أو المستقيم يسبب ألما عند التبرز، البواصير، التشققات الشرجية (شرخ بالخاتم)، سقوط أو فتق الشرج (المستقيم)، بالإضافة إلى التشنج القولوني المنعكس الذي يحصل بسبب علة عضوية وغيرها. أما الأسباب الوظيفية، فهي غالبا ما تكون بسبب ما يسمى بالإمساك الغذائي، وهو الإمساك الأكثر انتشارا، والذي يصيب أكثر من 5% من الناس. الأسباب التي تؤدي لهذا النوع من الإمساك تتعلق بالأساس بعادات الأكل غير السليمة، كالاعتماد على تناول أنواع معينة من الطعام مثل الطعام الذي لا يحتوي على الألياف وينتج فضلات قليلة، وأسباب اخرى مثل العوامل النفسية، الخمول في حركة القولون، قلة الرياضة، وغيرها". س: لماذا تزداد حدّة الإمساك خلال شهر رمضان، وكيف نقلل حدتها؟ د. خمايسي: " بداية الصوم هو فترة راحة للجهاز الهضمي إلا ان الإمساك هو مشكلة شائعة، ومن الممكن أن تزداد حدته خلال الصوم، خصوصا لدى الصائمين الذين لا يبدؤون صيامهم وينهونه بشكل سليم من الناحية الطبية. كما ويعود ذلك ايضا الى التغييرات التي تطرأ على نمط تناول الطعام والتباعد الزمني بين الوجبات المختلفة، ناهيك طبعا عن نقص السوائل في الجسم. من المفضل أن يتبع الصائمون نظاما غذائيا خاصا خلال شهر رمضان المبارك. عموما، يجب الحفاظ على حركة الأمعاء الطبيعية، حتى لو لم يكن هنالك شعور برغبة للتبرز. كما يجب الاهتمام بالاستجابة للرغبة في الإخلاء وعدم كبحها. يجب أن تحتوي وجبة الافطار ووجبة السحور على غذاء غني بالألياف وتناول قدر كاف من السوائل خلال ساعات الافطار. كما ويمكن استخدام بعض المستحضرات التي يطلق عليها اسم (المليّنات) -أو المسهلات مثل "نورمالاكس" قبل السحور أو بعد الافطار والتي تعمل على تنشيط الأمعاء وتحافظ على نسبة ماء أكبر داخل البراز كذلك بإمكانهم الحصول على هذه الملينات من خلال تناول التمور والفواكه المجففة.