استنكرت جامعة كرة القدم عبر بلاغ نشرته في موقعها الالكتروني ما روّج له أحد المواقع الإلكترونية من أخبار اعتبرتها « زائفة « بخصوص هيرفي رونار، وأوضحت أن ما تم الترويج له « عار من الصحة، وضرب من الخيال ولا أساس له» ، وأنه لم يتم تسجيل « أي شيء يمسّ بسمعة البعثة المغربية خلال مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس الأمم الإفريقية بالغابون». وبعد شجبها ما تم نشره، أكدت أنها لن تتوان في اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة في حق من يتجرأ على نشر أخبار كاذبة تهدف إلى زعزعة استقرار النخبة الوطنية. وأهابت الجامعة بكافة وسائل الإعلام، أن تتحرى الدقة في مثل هذه الأخبار التي لا تستند إلى أية أدلة دامغة وتسيء إلى سمعة كرة القدم الوطنية. من حق الجامعة أن تغضب من بعض ما ينشر إن كان مغلوطا أو لا يساير رغباتها، وعلى الصحافيين أن يتحرّوا الدقة في ما يكتبون، لكن تحرّي الأخبار لا يمكن أن يتمّ إلا عبر المعلومة الصحيحة، التي يبقى جزء كبير منها صادر عن الجامعة وعبر قسم الاتصال الذي لا نعرف طريقة اشتغاله إلا عند اقتراب إجراء الفريق الوطني لإحدى مبارياته، وبعدها لاشيء يذكر. وكأن عمله ينحصر فقط في المناسبات. وهنا من حق الصحفيين أن يتساءلوا عن عدد اللقاءات الصحفية التي تم عقدها، باستثناء المؤتمرات الصحفية التي يعقدها هيرفي رونار والمتزامنة دوما مع لقاءات الفريق الوطني، وهي لقاءات لا تتجاوز حدود الإخبار عن الإعداد والتنبؤات، دون السماح بطرح الأسئلة التي تغضب الجامعة، وأن يتساءلوا أيضا، عن جامعة لا تفتح فمها إلا حين يتم نشر أخبار تقلقها. كثيرة هي الأخبار التي تم تداولها بخصوص الفرنسي وغيره، أخبار لم تجد حتى من يكذبها، ولم يستطع الصحفيون الوصول إلى المعلومة الصحيحة، أمام غياب التواصل بالجامعة، وحتى إن تمكنوا من إحراج مسؤول جامعي وانتزاع تصريح منه، فإنه غالبا ما ينشر تحت اسم « مصدر جامعي» أو « مصدر موثوق «، وكأن الكلام ممنوع في جامعة الكرة، ما يسمح لمثل الخبر الذي أزعج من أمر بكتابة البلاغ الأخير بالتداول، وحتما ستليه أخبار أخرى، ما يتطلب فتح جناح خاص بكل المحاكم المغربية لمقاضاة الصحفيين، أمام اللغة الجديدة للجامعة التي اعتمدت في بلاغها أسلوب التهديد حين قالت « بأنها لن تتوان في اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة في حق من يتجرأ على نشر أخبار كاذبة تهدف إلى زعزعة استقرار النخبة الوطنية». هذه اللغة لم يعد لها اليوم مكان، وعوض أن تشحذ الجامعة سيفها لتخيف به بعض القلوب الضعيفة، كان عليها أن تكذّب ما نشر بطريقة حضارية بعيدة عن العنترية الزائفة، لأن خبرا، وإن كان غير صحيح، لن يزعزع استقرار النخبة الوطنية، وأن إغلاق أبواب التواصل، وحجب المعلومة، وعدم الإجابة عن التساؤلات، وغياب الشجاعة لدى الأعضاء الجامعيين في الحديث إلى الإعلام، وتهريب هيرفي رونار أو « منعه « من الحديث إلى الصحافة المغربية، إلا المنتقاة منها، هي المصادر الحقيقية لزعزعة استقرار النخبة الوطنية، لأنها ستفتح الباب أمام العديد من الأخبار التي سنقيس بها مدى جرأة الجامعة في محاكمة الصحفيين.