نشرت صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن التقارب بين رئيس الولاياتالمتحدةوروسيا، الذي أثار قلق وكالات الاستخبارات خوفا من أن تتم عملية تسريبات في المستقبل. وقالت الصحيفة إن علاقات الولاياتالمتحدة مع حلفائها من المرجح أن تطرأ عليها العديد من التغيرات الجذرية، نظرا للمؤامرة التي يحيكها ترامب، ضد وكالة الأمن القومي، ووكالة المخابرات المركزية، ومكتب التحقيقات الفيديرالي، حيث أنه لم يكف عن تشويه سمعتهم منذ بداية حملته الانتخابية. وذكرت الصحيفة أن فوز ترامب في الانتخابات لم يخفف من حدة التوتر القائم بينه وبين هذه الإدارات الثلاث. فضلا عن ذلك، فقد أبدى الرئيس الأمريكي،منذ وصوله إلى البيت الأبيض، لا مبالاة تامة تجاه الموجز اليومي، الذي يقدم له بصفة يومية، والذي عادة ما يتضمن العديد من المعلومات السرية للغاية. وفي هذا السياق، أفاد محلل وكالة الأمن القومي السابق، جون شندلر على موقع «أوبسارفور»، أن «الجواسيس لم يحبذوا موقف ترامب اللامبالي من الموجز اليومي الذي يقدم له بانتظام». ووفقا لعدة مصادر، كان ترامب يطلب، في بعض الأحيان، من مستشاره الأمني السابق، مايكل فلين، أن يقوم بتلخيص كل التقارير الواردة في صفحة واحدة. وأضافت الصحيفة أن ترامب أبدى استهتارا واضحا فيما يتعلق بوجود صلات مزعومة بين حاشيته وروسيا التي تسعى لزرع الشك في أجهزة الاستخبارات. علاوة على ذلك، تبين في الفترة الماضية أن موسكو كانت مسؤولة عن عمليات القرصنة التي استهدفت البريد الإلكتروني لمرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، الأمر الذي دفع إدارة أوباما لفرض عقوبات ضدها. في المقابل، أفادت الصحيفة بأن العديد من وسائل الإعلام قد كشفت، مؤخرا، عن جملة من الأدلة التي تثبت وجود اتصالات متكررة، خلال السنة المنقضية، بين أعضاء الوفد المرافق للمرشح الجمهوري، ومسؤولين روسيين تربطهم علاقات وثيقة مع الكرملين. ومن جهة أخرى، أوضحت الصحيفة أن ترامب قد نفى، خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس الفارط، أي تواطؤ مع روسيا؛ منددا بأن هذه الشائعات مجرد خدعة من خصومه. وفي الوقت نفسه، اتهم ترامب إدارة أوباما السابقة بإفشاء معلومات حساسة لوسائل الإعلام بغرض إيذائه، وأمر على الفور بفتح تحقيق في «العمل الإجرامي» الذي استهدفه. وبينت الصحيفة أن المخابرات تخشى من أن يتم تسريب بعض المعلومات إلى روسيا. وقد تعمقت هذه المخاوف إثرالمحادثات الحساسة التي دارت بين السفير الروسي، في واشنطن، والمستشار السابق، فلين، الذي استقال على خلفية هذا اللقاء الذي جمعه بالسفير الروسي. وفي هذا الإطار، صرّح، جون شندلر، أن «ثورة الجواسيس ضد ترامب سوف تبدأ»، مؤكدا أن «أجهزة الاستخبارات تخفي الكثير من المعلومات عن البيت الأبيض، إذ أنها تعتبر أن هذه الإدارة أصبحت مشتبها فيها، وقابلة للاختراق والتسلل من قبل الكرملين». وأشارت الصحيفة إلى أن دونالد ترامب طلب، مؤخرا، مساعدة صديق ملياردير، يفتقر إلى الخبرة في هذا المجال، حتى يقوم بمراجعة شاملة في خضم وكالات الاستخبارات الأمريكية. وفي الأثناء، أثارت أساليب الإدارة الجديدة دهشة وصدمة وكالات الاستخبارات. وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي قد علم بإطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي، أثناء اللقاء الذي أجراه مع رئيس الوزراء الياباني. وعوضا عن الانعزال بمفرده لقراءة حيثيات التقرير المقدم له حول هذه العملية، قام ترامب بمناقشة هذا الملف الحساس وسط الضيوف. وفي هذا الصدد، قال الأستاذ بجامعة هارفارد، ونائب وزير الدفاع السابق، جوزيف ناي، إنه «إهمال فريد من نوعه، ولم يسبق له مثيل، يتمحور حول كيفية التعامل مع المعلومات السرية، فضلا عن أنه مثير للاستياء والإزعاج». وذكرت الصحيفة أن أساليب إدارة البيت الأبيض المتهاونة في التعامل مع الملفات الحساسة، قد تحرض حلفاء الولاياتالمتحدة على توخي الحذر أثناء تبادل المعلومات مع واشنطن، خاصة في ظل علاقاتها المشبوهة مع الكرملين. وفي الختام، نقلت الصحيفة تصريحات المتخصص السابق في مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية، بول بيلار، الذي أكد أنه «ليس من الغريب أن تتردد العديد من الإدارات الأجنبية مستقبلا في مشاركة معلوماتها الحساسة مع نظرائهم الأمريكيين، خشية أن تتعرض هذه الملفات لخطر التسريب في البيت الأبيض».