أعلن البيت الأبيض الأربعاء أن أندرو بازدر الذي اختاره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتسلم وزارة العمل سحب ترشيحه، في قرار اضطر إلى أخذه بعد كشف معلومات مثيرة للجدل عن حياته الشخصية والمهنية. وقال بازدر في بيان لوسائل الإعلام "أسحب ترشيحي من منصب وزير العمل" ، مضيفا "مع أنني لن أخدم في الإدارة فأنا أدعم بشكل كامل الرئيس وفريقه الممتاز». وبازدر هو العضو الوحيد في الحكومة المستقبلية لترمب الذي يسقط بهذه الطريقة ، فيما يعتبر إهانة للرئيس الجمهوري الذي لم يكتمل فريقه حتى الساعة بسبب العرقلة غير المسبوقة من المعارضة الديمقراطية في مجلس الشيوخ المسؤول عن تثبيت كل التعيينات الرفيعة المستوى. ورحب السناتور الجمهوري ماركو روبيو بانسحاب وزير العمل المعين ، قائلا إن بازدر اتخذ قرارا جيدا بالانسحاب. وبعد أقل من شهر على تنصيبه، مني ترمب بسلسلة نكسات بدءا من تعليق القضاء مرسوم الهجرة الذي وقعه، واستقالة مستشاره للأمن القومي مايكل فلين، والآن انسحاب أحد مرشحيه لتولي وزارة في حكومته. وكان بازدر في حاجة إلى 51 صوتا على الأقل من أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم مئة عضو , لكن العديد من الأعضاء ال52 الجمهوريين أحجموا عن دعمه في حين تعهد الديمقراطيون بعدم التصويت له. وبعلاقة بالإهتزازات والمشاكل التي تعيشها الإدارة الأمريكيةالجديدة , سخر الرئيس دونالد ترامب ، من التقارير التي أفادت بأن أعضاء في حملته الانتخابية أجروا اتصالات مع مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الروسية، قبل فوزه في انتخابات الرئاسة العام الماضي، واتهم أجهزة استخبارات أميركية بتسريب معلومات في هذا الصدد، اعتبرت موسكو أنها «لعبة سياسة عميقة» و «لا تستند إلى وقائع». وبدأ معلقون أميركيون يتحدثون عن شبح «فلين - غيت». لكن وكالة «أسوشييتد برس» نقلت عن مسؤولين في البيت الأبيض أن ترامب أُبلِغ، بعد 6 أيام على تنصيبه في 20 يناير الماضي، أن مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين ضلل مايك بنس نائب الرئيس بشأن اتصالاته مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك. وانتظر الرئيس نحو 3 أسابيع قبل إجبار فلين على الاستقالة. وأشارت الوكالة إلى تساؤلات عن سبب امتناع ترامب عن تنبيه نائبه إلى الأمر ، وسماحه لفلين بالوصول إلى معلومات سرية ، والمشاركة في مناقشات أجراها مع قادة العالم ، إلى حين استقالته الإثنين الماضي. كما وجد مسؤولون في البيت الأبيض صعوبة في شرح سبب قول كيليان كونواي ، مساعدة ترامب، إن لدى الأخير «ثقة تامة» بفلين ، قبل ساعات من استقالته. وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) استجوب فلين بشأن محادثاته الهاتفية مع كيسلياك ، في الأسبوع الأول من عهد ترامب. وأضافت أن المحققين اعتبروا أنه لم يكن صريحا معهم ، ما دفع وزيرة العدل بالوكالة سالي ييتس إلى تحذير البيت الأبيض من خطر تعرض فلين لابتزاز من موسكو. وإذا ثبت أن فلين كذب على المحققين الفيديراليين أثناء استجوابه ، فتمكن مقاضاته. وتحقق أجهزة الاستخبارات الأمريكية لمعرفة «هل كانت حملة ترامب متواطئة مع الروس في عمليات القرصنة أو محاولات أخرى للتأثير في سير الانتخابات». واستدركت أن المسؤولين الذين تحدثوا إليها قالوا إنهم لم يجدوا حتى الآن أي أدلة في هذا الصدد. وأضافت «نيويورك تايمز» أن الاتصالات لم تقتصر على مسؤولي حملة ترامب، بل شملت مساعدين آخرين له. وتابعت أنها شملت أيضاً أعضاء في الحكومة الروسية. وأوردت الصحيفة اسم بول مانافورت الذي قاد حملة ترامب أشهرا العام الماضي، وكان مستشارا سياسيا في روسياوأوكرانيا. لكن مانافورت أبلغ «نيويورك تايمز» أن التقرير «سخيف»، وزاد: «ليست لدي أي فكرة عما يمكن أن يشير إليه كل ذلك. لم أتحدث يوما عن معرفة مع ضباط في الاستخبارات الروسية، ولم أتورط يوما في أي شيء يمت إلى الحكومة الروسية أو إدارة (الرئيس فلاديمير) بوتين أو أي مسائل أخرى. لا يمكن القول إن هؤلاء الأشخاص يضعون شارات كتب عليها: أنا عميل في أجهزة الاستخبارات الروسية». ودعا تشاك شومر، زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ ، إلى اجتماع لأعضاء المجلس من حزبه لمناقشة استقالة مستشار الأمن القومي والتقارير في شأن اتصالات بين حملة ترامب وموسكو. وأعرب رئيس مجلس النواب بول راين عن «تأييده فرض عقوبات» على روسيا ، قائلا: «ليس سرا أنها حاولت التدخل في الانتخابات» الأمريكية. واستدرك أن لا أدلة على أن فريق ترامب «متورط بالمسألة». وأكد أن «الوثوق بالروس» ليس ممكنا ... وأن مصالحهم لا تتوافق مع مصالحنا. أعتقد بأنهم ليسوا قادرين على التغيير». إلى ذلك، أوردت «نيويورك تايمز» أن سجلات اتصالات هاتفية ومكالمات تم التنصت عليها ، أظهرت أن أعضاء في حملة ترامب ومساعدين آخرين له ، أجروا اتصالات متكررة مع مسؤولين بارزين في أجهزة الاستخبارات الروسية ، في العام الذي سبق الانتخابات. وعلق ترامب معتبرا أن «التواصل مع روسيا كلام فارغ ، ومحاولة للتستر على أخطاء كثيرة ارتكبتها الحملة الخاسرة ل(المرشحة الديموقراطية) هيلاري كلينتون» في الانتخابات. وتحدث عن وضع «خطير جدا»، وزاد: «تعطى المعلومات لنيويورك تايمز وواشنطن بوست الفاشلتين، من مجتمع الاستخبارات ، مثل روسيا بالضبط ». وكتب على موقع «تويتر»: «الفضيحة الحقيقية هي توزيع الاستخبارات معلومات سرية عكس القانون ، كأنها سكاكر . هذا ليس أميركيا إطلاقا!» وأضاف: «استولت روسيا على القرم في ظل إدارة (الرئيس السابق باراك) أوباما. فهل بالغ أوباما في التساهل إزاءها؟». وعلق الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على تقرير «نيويورك تايمز»، مؤكدا أنه «بلا أساس»، داعيا إلى «عدم الثقة بمعطيات تنشرها الصحف ، لا مصدر لها، ولم تستند إلى وقائع، وليس فيها شيء من الحقيقة». واستدرك أنه «لا يرى أمرا غريبا في إجراء مستشاري الرئيس الأمريكي اتصالات بمسؤولين روس»، معتبرا ذلك «ممارسة ديبلوماسية عادية». وعشية لقائه نظيره الأمريكي ريكس تيليرسون في بون ، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده تعول على «تحويل الإشارات التي تصلنا من واشنطن حول الاستعداد للحوار، إلى ممارسة عملية». لكن الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اعتبرت أن التقرير «يثبت مرة أخرى أن لعبة سياسية عميقة جدا تتكشف داخل الولاياتالمتحدة». وشددت زاخاروفا على أن موضوع ضم القرم «ليس مطروحا للنقاش مع أي طرف»، مؤكدة أن بلادها «لن تتخلى عن أي جزء من أراضيها». وكان الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر قال إن ترامب «ينتظر من روسيا أن تعيد القرم إلى أوكرانيا، والعمل لنزع فتيل النزاع في جنوب شرقي أوكرانيا». إلى ذلك، أعلن مكتب رئيس أركان الجيوش الأمريكية جوزيف دانفورد أنه سيلتقي رئيس الأركان العامة في الجيش الروسي فاليري غيراسيموف في أذربيجان ، لمناقشة «العلاقات العسكرية الأمريكية - الروسية، وأهمية الاتصال العسكري المستمر والواضح بين الجيشين، لمنع أي حسابات خاطئة وأزمات محتملة».