" هذا عيب هذا عار والأستاذ في خطر " و " المدرسة ها هي والحماية فينا هي "... هذه بعض من الشعارات والعبارات التي بحت بها حناجر مديرات ومديري التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، وممثلي النقابات و عدد من النشطاء الحقوقيين ،الذين حجوا بكثافة إلى باب مدرسة الأزهر صباح يوم أول أمس الأربعاء للإعلان عن تضامنهم ومؤازرتهم لمديرها محمد الشلهاني. الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها الفرع الإقليمي بمكناس للجمعية الوطنية لمديري ومديرات التعليم الابتدائي بالمغرب، جاءت ردا صريحا ومباشرا " لكل من يهمه الأمر " ضدا على انتهاك حرمة مؤسسة تربوية، والاعتداء على مديرها لفظيا وجسديا من لدن بعض أفراد أسرة التلميذة الفقيدة هبة العقيدي، الذين عمدوا إلى إتلاف بعض من ممتلكاتها. وفي كلمة للجمعية شجبت بشدة العنف اللفظي والجسدي والمعنوي الذي تعرض له مدير مدرسة الأزهر وطالبت بتوفير حراس الأمن بجميع المؤسسات التعليمية الابتدائية أسوة بمؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي والإعداي، وتثبيت كاميرات المراقبة بمختلف جهات ومداخل المؤسسات التعليمية لحمايتها. وجددت الكلمة التي تلاها نائب رئيس الفرع عبدالإله الخلاع، الترحم على الفقيدة هبة العقيدي، وشجبت كل أشكال العنف الذي قد يطال المتعلمين، مؤكدة أن الكلمة الفصل في النازلة تبقى للقضاء الذي يباشر تحقيقاته. ودعا نائب رئيس الجمعية في كلمته إلى الكف عن مسلسل التشهير بالأسرة التعليمية، والكف عن جعلها مشجبا لإخفاء الفشل للسياسة التعليمية، كما دعا جمعيات أمهات وأباء وأولياء التلاميذ والمجتمع المدني لاستئصال كل مظاهر العنف داخل وخارج المؤسسات التعليمية. وختم نائب رئيس جمعية مديري ومديرات التعليم الابتدائي بمكناس كلمته بانتقاد قرارات الإعفاء التي تطال بعض المديرين بمختلف ربوع الوطن. هذا ولايزال الرأي العام المحلي يتابع باهتمام بالغ التطورات المثيرة والمتسارعة التي أعقبت إخلاء سبيل الأستاذة التي اتهمتها وفاء عيرود أم التلميذة الراحلة هبة العقيدي بتعنيفها والتسبب في وفاتها، إذ اقتحم بعض أفراد أسرة هذه الأخيرة مدرسة الأزهر التي كانت تتابع فيها دراستها وهاجموا مديرها واعتدوا عليه لفظيا وجسديا أمام مرأى ومسمع من أستاذة وتلاميذ المستوى الثاني بعد فراره بجلده من وسط ساحة المؤسسة ودخوله إلى الفصل للاحتماء، اقتحام ترتب عنه هلع وصراخ وسط الطاقم التربوي، وبكاء التلاميذ نتج عنه إغماء أستاذة وإصابة أخرى. وبعد نقل مدير المؤسسة محمد الشلهاني والأستاذتين إلى قسم المستعجلات وتقديم الإسعافات الضرورية لهم، انتقل الجميع إلى الدائرة الأولى لتسجيل شكاية في الموضوع والإدلاء بالشهادة بالنسبة لباقي الأطر التربوية. واستغربت الأوساط التعليمية عدم إصدار وزارة التربية الوطنية أي بلاغ في الموضوع، ونفس الشيء ينسحب على النيابة العامة المختصة لوضع حد لكل الإشاعات المغرضة تنويرا للرأي العام في قضية شغلت الرأي العام طيلة أسبوع وأضحت معه وفاة تلميذة لغزا محيرا. هذا ولا يزال مدير مدرسة الأزهر يرقد بإحدى المصحات لحد كتابة هذه السطور.