لم تقتصر اتهامات بودريقة للجامعة على ذلك، بل تجاوزتها إلى اتهام الجامعة والعصبة الاحترافية بالتآمر على الرجاء ومساعدة الوداد للظفر بلقب الدوري، واتهام الجامعة بتسريب وثيقة العقد الذي كان يجمع الرجاء باللاعب النيجيري ميشيل بابا توندي بشكل مفاجيء ودون سايق إنذار، تصالح رئيس الرجاء السابق محمد بودريقة ورئيس الجامعة فوزي لقجع بعد الخلاف الذي نشب بينهما ووصل إلى ردهات المحكمة التي قضت بأداء بودريقة درهما رمزيا للطرف المشتكي، إضافة إلى تحميله مصاريف الدعوى القضائية والبالغة 20 ألف درهم، ثم إلزامه بنشر تفاصيل الحكم القضائي في صحيفتين ناطقتين بالعربية والفرنسية بتهمة السب والقذف العلني ضد الجامعة، وقد كانت وجبة غذاء كافية لتذويب الجليد بين الطرفين، وهو ما يفتح الباب أمام الرئيس السابق للفريق الأخضر للعودة لممارسة مهامه بالجامعة التي استقال منها، والتي كانت عبارة عن رسالة تم نشرها بالموقع الرسمي للفريق، مرفوقة برسالة لفوزي لقجع رئيس الجامعة يشرح فيها أسباب استقالته، والتي حصرها في الممارسات التي وصفها نص البلاغ ب «الغير مفهومة» التي تحدث في البطولة و» تستهدف» فريقه الرجاء، إضافة ل « المهازل التحكيمية «. وهي الاستقالة التي رفضها فوزي لقجع، رئيس الجامعة بسبب تأثيرها على استقرار الجامعة. ولم تقتصر اتهامات بودريقة للجامعة على ذلك، بل تجاوزتها إلى اتهام الجامعة والعصبة الاحترافية بالتآمر على الرجاء ومساعدة الوداد للظفر بلقب الدوري، واتهام الجامعة بتسريب وثيقة العقد الذي كان يجمع الرجاء باللاعب النيجيري ميشيل بابا توندي، وهو ما أخرج وثيقة تثبت استلام نادي الرجاء في شخص رضوان الطنطاوي، المدير الإداري للنادي، نسخا من العقد الذي يجمع النادي باللاعب، ما طرح السؤال ساعتها عن الطرف الثالث في هذه القضية والذي لم يتم التعرف عليه إلى اليوم ولم يطله أي تحقيق. وأكمل بودريقة مسلسل هجومه على رئيس الجامعة من خلال مقطع فيديو تحداه فيه، وطالبه بانتظار انتهاء مباراة المنتخب الوطني المغربي ونظيره الإيفواري، تفادياً لاتهامه بالتشويش..وقال مخاطبا رئيس الجامعة « عقل عليا مزيان». وهو الوعد الذي لم يف به الرئيس السابق للرجاء رغم انتهاء المباراة المذكورة ومعها كأس إفريقيا للأمم. وجاء رد عبر فوزي لقجع، آنذاك، سريعا بعد أن عبر عن استعداده لتقديم استقالته والانسحاب نهائيا من التسيير بالجامعة في حال أثبت بوريقة واحدا من اتهاماته للجامعة والعصبة الاحترافية. كل هذه الاتهامات كانت قد دفعت لجنة الأخلاقيات التابعة لجامعة الكرة بالمطالبة بإحالة ملف اتهامات محمد بودريقة على القضاء، لما يتطلبه من تحريات وبحث معمقين من أجل إثبات صحة ما جاء به رئيس الرجاء، كما أعطى لقجع الضوء الأخضر لمباشرة المساطر القانونية. لا نعلم بعد هذا الصلح، إن كانت اتهامات بودريقة حقيقية، أم أنها انفعالات جاءت في حالة غضب، وهو ما صرح به وأكده مباشرة بعد انتهاء اجتماعه برئيس الجامعة، ما يجعلنا نقف على حجم وقيمة التسيير بالبطولة الوطنية التي يحكى أنها احترافية والله أعلم، أم أن الصلح حركته دوافع أخرى لا علاقة لها بالرياضة. صحيح أن الصلح خير، وأنه أعاد المياه إلى مجاريها، إلا أن قوله بأن الباقي « مجرد تفاصيل» قد لا نتفق معه فيها، لأن اتهاماته إما أنها صحيحة، وإما غير ذلك، وما بينهما أمور كثيرة، كما أننا لا نعلم الطريقة التي سيشتغل بها بالجامعة، إن عاد، مع الاتهامات التي كالها للجميع، إلى جانب انعدام عامل الثقة بعد كل الذي حصل.