بعد مسيرة الغضب التي نظمها بعض سكان جماعة وقيادة أنركي الموجودة بأعالي جبال الأطلس بأزيلال على ارتفاع 3400 متر عن سطح البحر و 1400 متر عن اسفل نقطة، وهو ما يشكل حصارا طبيعيا قاسيا ينضاف الى الضعف الكبير في حجم الاستثمارات العمومية بالمنطقة، والتي قطعت أزيد من 100 كلم مشيا على الاقدام في ظروف مناخية قاسية، ضمت كل الفئات العمرية من شيوخ ونساء مسنات وشباب ورجال وحتى الأطفال، وبعد يومين من المسير المضنى، حلت المسيرة أمام مقر ولاية بني ملالخنيفرة ليتم استقبالهم من طرف والي الجهة محمد الدردوري صباح 2017/12/02 ، وبالضبط حوالي الساعة الثالثة صباحا، حيث استمع إلى مطلبهم الوحيد وهو إحداث إعدادية بتراب الجماعة، وبالرغم من وعود الوالي بإيجاد حلول ، فقد أصر السكان على مواصلة اعتصامهم و إقامة معتصم بالقرب من الولاية إلى حين انتزاع وعد حقيقي يضمن لهم حق أبنائهم في مواصلة دراستهم في ظروف مقبولة، وقد توجت المسيرة بعقد لقاء تواصلي بمقرالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين برئاسة مديرالأكاديمية عبدالمومن طالب، حول جدوى إحداث ثانوية إعدادية بمركزالجماعة الترابية لأنركي بإقليم أزيلال، حضره ممثلو ساكنة أنركي ورئيس الجماعة، ورؤساء المصالح بالأكاديمية، إضافة إلى جمعيات حقوقية وجمعوية، وكذا ممثلي وسائل الإعلام بالجهة. وقد قدم مديرالأكاديمية عرضا موضوعيا، لامس من خلاله العديد من الجوانب المرتبطة بمعايير وضوابط إحداث الإعداديات على الصعيد الوطني في إطار مبدأ التكافؤ، وضمان الجودة المنشودة . كما ذكر بمبادرة الأكاديمية بالرغم من المؤشرات والمعطيات الرقمية التي لا تسمح بالإحداث، والمتمثلة في برمجة الإحداث في ميزانية 2017 ، بناء على واقع حال الجماعة البعيدة عن الجماعات التي تتواجد بها إعداديات وثانويات، وهو ماسيمكن الجماعة من أن تتوفرعلى إعدادية ثانوية في أفق 2020/2019 ، بالرغم من ضعف الإسقاطات الرقمية المرتبطة بالإحداث. وهو ما اعتبره مديرالأكاديمية مكسبا في حد ذاته لايجب الاستهانة به، كما شدد على عدم إمكانية إحداث نواة، كما طالب بذلك المحتجون والجمعيات الحقوقية كحل استثنائي واستعجالي، بالنظر إلى أن توجه الوزارة في هذا الشأن قد ارتبط بالإمكانيات البشرية التي لايمكن توفيرها واستثمارها (46 تلميذا يتطلب 8 أساتذة في حالة أنركي) إضافة إلى مايترتب عن ذلك من آثار تربوية لاتستجيب للجودة المنشودة. وفي خضم النقاش حول تحقيق مطلب الساكنة والذي من أجله تحملوا معاناة التنقل ، فقد تعاطف عدد من المتدخلين مع الساكنة في ظل ما شهدته المسيرة من محن صحية ونفسية، وأعلنوا عن تضامنهم معهم . وفي ذات السياق، عبر مديرالأكاديمية عن أسفه تجاه وضعية المحتجين، مؤكدا على أن هدف الأكاديمية الأساسي هو ألا يكون أي أحد خارج مقاعد الدراسة . وبعد نقاش مستفيض مشفوع برغبة الجميع في إيجاد حلول وبإرادة صادقة ومعبر عنها من طرف مديرالأكاديمية، فقد كلل اللقاء بتحقيق مطالب بديلة ومشجعة: 1 - التزام الأكاديمية بضمان المنحة لكل الناجحين بالقسم السادس بنسبة 100٪ 2 - تجميع التلاميذ الممنوحين بأقرب جماعة متاحة. 3 - ضمان النقل المدرسي على الأقل نهاية الأسبوع وخلال العطل 4 - خلق جمعية للتأطيرالتربوي والاجتماعي، مع رفع ملتمس للاستفادة من برنامج تيسير، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. 5 - انطلاق العمل بالمدرسة الجماعاتية لتأهيل التفاعل التربوي في أفق إحداث الثانوية الإعدادية لموسم 2020/2019». وفي تصريح لمديرالأكاديمية للجريدة فقد عبرعن ارتياحه للنتائج التي حققها اللقاء، معربا عن تفاؤله الكبير بتضافرجهود الجميع لإيجاد حلول بنيوية كهدف أسمى، وأضاف أن الأكاديمية مافتئت تولي اهتماماتها للنهوض بالمنظومة التربوية جهويا وبالخصوص بالعالم القروي، وعبر عن أمله في الإصلاح كون الأكاديمية لم تدخر جهدا منذ تقلده مسؤولية تدبير الشأن التربوي جهويا، حيث سخرت كافة الإمكانيات وفق مخطط استراتيجي عملي، لتجاوز الاختلالات والصعوبات والإكراهات خاصة بالمناطق النائية طبيعيا، وأكد أن العديد من الأهداف قد تحققت، وخير شاهد على ذلك المؤشرات والمعطيات والأرقام المتحصل عليها، والتي تجاوزت في العديد من مناحي البرنامج الجهوي، سقف الأهداف المسطرة.»