مني الكوكب المراكشي بالهزيمة بهدفين مقابل هدف واحد أمام نهضة بركان، في المباراة التي جرت بملعب مراكش الكبير، برسم الدورة 17 من البطولة الاحترافية، بعد أن حقق خلال الدورتين الأخيرتين فوزين، تحت قيادة المدرب أحمد البهجة. وعرفت بداية المباراة تكافؤا على مستوى امتلاك الكرة والضغط على دفاع الفريق الخصم، حيث سعى الفريقان إلى السيطرة على وسط الميدان، وهو ما بدا من خلال النهج التكتيكي، الذي اعتمده المدربان البهجة ورشيد الطاوسي. وحاول المراكشيون الضغط على الفريق البركاني منذ بداية المباراة، لكن دون جدوى سيما وأن الخصم كان منظما ويعتمد على التمريرات القصيرة، لتأتي الفرصة الأولى للتهديف في الدقيقة 20 بعد ضربة خطأ للفريق البرتقالي، سقطت الكرة أمام المدافع التورابي، الذي استغل خطأ للحارس عقيد، ليعلن الحكم داكي الرداد عن الهدف الأول لصالح الزوار، فيما ظلت محاولات المحليين مسكونة بالخجل. وحاول المراكشيون بلوغ مرمى الزوار من خلال هجمات منظمة عن طريق الهاكي والذهبي، لكن بدا أن غياب الفقيه ويونس رشيد وسفيان علودي انعكس سلبا على الخط الأمامي للفريق المراكشي. وإذا كان المدرب أحمد البهجة قد أقدم على تغييرات فرضتها الاختيارات التقنية، فإنه ظل يراهن على تحقيق الانتصار، وهو ما بدا عبر إقحام فهد الضيفي بدل العميد جمال برارو ووسام البركة مكان المهدي مفضل لأجل إنعاش خط الوسط، ومحاولة إرباك حسابات الدفاع البركاني، الذي ظل صامدا بقيادة يوسوفو وكوناطي أمام الهجمات الكوكبية. واندفع المحليين بعد تسجيل الهدف، مستثمرين مهارات المهدي الهاكي وفهد الضيفي، الذي هدد الحارس المحمدي من ضربة ثابتة، مرت غير بعيد عن المرمى، حيث تأتى لهم هدف التعادل عبر عبد الإله عميمي في الدقيقة 58. وأخفق المراكشيون في تحقيق نتيجة غير الهزيمة، بعد خطأ فادح للحارس محمد عقيد في التصدي لكرة من ضربة ثابتة، أعلن من خلالها عن الهدف الثاني للنهضة البركانية، في الوقت الذي احتج الطاقم التقني للكوكب على الحكم، بدعوى أنه لم يعلن عن امتياز للحارس المراكشي، الذي كفر عن أخطائه بعد أن أنقذ مرماه من هدفين محققين، كما أن الفريق المراكشي لم يستثمر النقص العددي في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، بعد طرد المدافع يوسف التورابي، سيما وأن المدرب الطاوسي عمل على تحصين دفاعه بعد دخول اللاعب العشير ودايو بدل الصديقي وحلحول. وهنأ رشيد الطاوسي لاعبيه بعد الفوز، حيث أشار إلى أن توقف البطولة كان مفيدا للنهضة، التي وجدت الإيقاع المطلوب مما سيجعلها تخوض المباريات المقبلة بأريحية. وبخصوص فوز الفريق البركانيبمراكش، قال الطاوسي إنهم حضروا لانتزاع الانتصار بالرغم من صعوبة المباراة، إذ أن اللاعبين امتثلوا للتعليمات بخصوص امتصاص حماس واندفاع لاعبي الفريق المراكشي، مما مكّنه من تسجيل هدفين وخلق فرصا أخرى لم يتم استثمارها على نحو أفضل خلال الشوط الثاني. وأضاف الطاوسي أن نهضة بركان امتلك شخصية الفريق القوي، حيث أن رهانه لا يخرج عن تساق المراتب والتقدم في الترتيب العام للمنافسة على اللقب. وفي السياق نفسه، انتقد أحمد البهجة، الحكم الداكي الرداد، مشيرا إلى أنه ساهم بشكل كبير في فوز الفريق البركاني، مضيفا أن كل الحكام يجاملون الفريق البرتقالي، من خلال محاباته أو منحه الامتياز في مبارياته أمام باقي الخصوم. وشكر البهجة لاعبي الكوكب على قتاليتهم، مشيدا بالجدية التي تطبع أداءهم خلال التداريب أو المباريات، خاصة وأنهم واجهوا النهضة البركانية ومعها الحكم، وهي العوامل التي أفقدتهم التركيز، لكن في الوقت نفسه وعد المدرب المذكور الجماهير المراكشية بتعويض الهزيمة خلال المباراة المقبلة أمام شباب الريف الحسيمي. وأضاف البهجة أن الكوكب المراكشي لا يستحق الهزيمة أمام نظيره البركاني، وأنه لا خوف على الفريق الذي يوجد في أياد آمنة، بدليل أن مستواه تطور في انتظار تقويم بعض الاختلالات من قبيل ضرورة استثمار الضربات الثابتة وضربات الزوايا، علاوة على العمل على إنجاح التدخلات خلال تنفيذ الخصوم للضربات الثابتة. مدرب الكوكب أشار إلى أنه لا يقحم إلا اللاعب الجاهز، بعيدا عن الأسماء والنجومية، وأن مقياس الجاهزية والانضباط وحده من يخول للاعب المشاركة في مباريات فريقه، في إشارة إلى إبعاد اللاعب محمد الفقيه الذي لم يقحم سوى مرة واحدة كلاعب أساسي منذ التعاقد مع المدرب البهجة، وكان ذلك أمام الوداد البيضاوي. تجدر الإشارة أنه بعد نهاية المباراة رفض أحمد البهجة رد التحية ومصافحة المدرب الطاوسي، في ضرب صارخ للقيم الأخلاقية وللروح الرياضية، خاصة وأن المدرب المراكشي بدا منفعلا معتبرا أن الفريق البركاني سرق الفوز بمساعدة من حكم المباراة.