فتح رئيس مجلس جماعة مكناس بابا للريع من أموال دافعي الضرائب، فيما يبدو أنه رد للجميل، لمن ساعده في حملته الانتخابية الأخيرة، من موظفين جماعيين وموظفين تابعين للمصالح الخارجية للدولة والعاملين بتراب الجماعة، والفاعلين الجمعويين «الناشطين» بالنفوذ الترابي للجماعة والذين سبق لهم أن شاركوا أو ساهموا في انجاز برامج أو مشاريع تشاركية، متبعا في ذلك خطى الرئيس السابق للمجلس الذي وظف أتباعه في نفس البرنامج مستغلا نفوذه، من أجل تنمية رصيده الانتخابي داخل الأحياء الشعبية والفقيرة. ويأتي هذا الإجراء الريعي في إطار برنامج أطلق عليه اسم «فريق تنشيط الأحياء «وتم إقحامه في برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري التابع للمبادرة الوطنية للتنمية الاجتماعية، لكن البرنامج والاعلان عن فتح باب الترشيح واستقبال الطلبات وتحديد عدد المقاعد المتبارى عليها لعضوية فريق التنشيط حسب الأحياء، والتمويل يبقى من صلاحيات رئيس المجلس الجماعي الذي أصر على توسيع لجنة عملية الانتقاء التي تضم ثلاثة أعضاء معينين من طرف اللجنة الاقليمية وثلاثة أعضاء يمثلون اللجنة المحلية للتنمية البشرية. ويتضح من خلال الأنشطة المطلوب إنجازها، حسب بعض المهتمين بالشأن المحلي، أن المقبولين سيتم استغلالهم لاستقطاب مزيد من أصوات الناخبين من الأسر المعوزة والفقيرة، إذ يشترط في أول المهام الواجب القيام تجاه السكان، التعرف، بتنسيق مع الساكنة المحلية، على المجموعات المستهدفة من نساء، شباب، أشخاص في وضعية صعبة، المعوزين والمهمشين، أشخاص دون عمل... وتقديم الدعم اللازم للساكنة، وتجميع المعطيات، إعداد وتنفيذ خطط عمل شهرية. بالنظر إلى هذه المهام واستحضارا للتجربة السابقة ، فإن القيمين على هذا البرنامج يحولونه إلى برنامج يخدم مصالحهم الانتخابية ويخضع لمنطق الزبونية والمحسوبية، ويحول أعضاء فرق التنشيط إلى «وسطاء» في الانتخابات. ويبلغ عدد المنشطين 21 منشطا موزعين على 12 حيا شعبيا كالتالي: 2 بعين الشبيك، 2 بالعويجة، 1 بالوحدة، 1 الإنارة، 3 وجه عروس، 1 البرج المشقوق، 2 سيدي عمر، 2 بريمة، 2 سيدي بابة، 2 سيدي بوزكري، 1 برج مولاي عمر، 2 أكدال. وتجدر الاشارة إلى أن هذه الأحياء تشكل 90 في المائة من القاعدة الانتخابية بمكناس.