أقدم يومي السبت والأحد الأخيرين مئات المواطنين بمنطقة سيدي بوزكري بمكناس على الإستيلاء على عشرات الهكتارات من الأراضي الفارغة التابعة للوعاء العقاري. لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. ولاحظ شهود عيان إقدام بعض المواطنين على وضع علامات، ورسم حدود لحصر قطعة أرضية عشوائية تابعة لكل شخص. وفرضوا حظرا على دخولها، وصارت التهديدات باستعمال العنف، وإشهار السلاح الأبيض شعار هذه المنطقة المتوترة، وما لفت انتباه ذات المصادر، هو السرعة في الإستيلاء على هذه الأراضي في غياب كلي لأي مرفق عمومي. الأمر الذي استغرب له بعض سكان المنطقة، واعتبروه.. «استيطاناً جائراً»، وقالوا عنه إنه لم يسبق لهم أن شاهدوا مثل هذه الورشة التي احتلت فيها أراضي تجاوزت مساحتها 20 هكتارا في ظرف قياسي. وفي فجر يوم الأحد عرفت المنطقة توافدا، وإنزالا أمنيا فاق التوقعات، وتجمع المئات من العائلات النازحة التي تقول إنها معوزة ومتضررة من غلاء مبلغ الكراء، أمام مقر الملحقة الإدارية 16 للمطالبة بسكن اجتماعي يقيهن حر الصيف، وقر الشتاء. وأشارت ذات المصادر إلى أن حوالي ثلاثة آلاف نازح من مختلف الأعمار والجنس، قدموا من الأحياء الهامشية مثل حي الإثارة، وادي الذهب مرجان 4 و 5، حي الوحدة 1 2 3 والأطلس 1 2 3 ومن أحياء أخرى مثل اتواركة، وجه عروس سيدي بابا، البرج، كما لاحظوا أشخاصا غرباء عن المدينة قدموا من مدن مختلفة قريبة، جاؤوا ليحتلوا حوالي 20 هكتارا من الوعاء العقاري التابع للأحباس الكبرى لبلاد سيدي بوزكري ذات الرسم العقاري 4650 / ك ، وأكدت نفس المصادر أنه حتى ملعب كرة القدم لم يسلم هو الآخر من هذا التقسيم العشوائي. وأضاف محدثنا، أنه رغم المحاولات التي باشرتها الولاية، ورجال السلطة والأمن، فإن الوضع ظل على حاله، وتمسكت العائلات المستحوذة بالتخييم في هذه البقع، وأنه لحد يوم الإثنين ليلا، لم يتم إخراج هؤلاء المقتحمين الذين يبيتون، ويظلون ليل نهار في العراء بمواقعهم المزعومة ينتظرون الذي يأتي وقد لا يأتي. ينظمون في كل وقت وحين مسيرة احتجاجية تجوب شوارع المنطقة. وفي استقصاء آراء المواطنين حول هذه الوضعية، أعابوا على السلطات العمومية عدم تدخلها لحصر الوضعية، قبل أن يمتد حجم المغامرة إلى أراض أخرى بالمدينة. كما يطالبون السلطات العمومية بالتدخل الفوري لوقف هذا التحدي المقصود، حيث يعتبرون أن ملكية هذه الأراضي من حق جميع سكان المدينة، يمكن أن تقام عليها منشآت رياضية، وحدائق عمومية، ودائرة أمنية، ومقبرة تفتقدها المنطقة، وأنها ليست من حق أشخاص تحركهم جهات تريد زرع الفوضى في البلد. أمثلة أكثر من أن تعد وتحصى على امتداد أراضي سيدي بوزكري والأشخاص الذين يقفون وراءها تتكرر أسماؤهم من تجزئة إلى أخرى، وأباطرة التجزئات والبناء العشوائي يتاجرون فيه في ظل تواطؤات يتحدث عنها المستفيدون بالأسماء والصفات الانتخابية وغيرها.